كتاب سبر

مؤبّد!

الخطيئة مذمومة بكل أنواعها وأشكالها.. ويصعب جداً تبرير الخطيئة لمرتكبها، ولكن قد تكون هناك أعذار لمن ارتكبها تقلل (كميّة) اللوم غير أنها لا تعفيه منها على الإطلاق!
من الأمور التي تقلل (كميّة) اللوم كثرة الدواعي إلى الخطيئة التي توافق نوازع نفسيّة قوية للخطيئة مع ضعف الروادع النفسيّة عنها…
وعلى العكس من ذلك تزيد كميّة اللوم كلما قلّت الدواعي للخطيئة وضعفت نوازع النفس لها… ولذلك قال الرسول عليه الصلاة والسلام: (ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب عظيم…عائل مستكبر وملك كذاب وشيخ زانٍ)…فالكبر والكذب والزنا مذموم وقبيح من كل شخص ولكن لمّا ضعفت دواعي الكبر عند الفقير والكذب عند الملك والزنا عند الشيخ الكبير أصبحت أكثر قبحاً وسوءًا فيهم من غيرهم!
وكذلك تعظم الخطايا من الأشخاص الذي يدّعون المثالية ويصرّون على إيهام الآخرين بأنهم منبع الكرامة والدفاع عن الحرية أكثر من الأشخاص الذين لزموا الصمت وآثروا أن يحاكمهم ويقيّهم الناس وفق بشريّتهم التي تتأرجح بين الفضيلة والرذيلة!
وما يقال عن الأفراد يقال عن الدول… فالدول التي تكرّس جهودها ومؤسساتها الإعلامية الجبارة وتضخ المليارات لدعم الربيع العربي لأنه يحقق الحريّة للشعوب-حسب زعمها-لا يقبل منها حبس شاعر مؤبداً لمجرّد قصيدة ألحقها شاعرها بقصيدة تؤكد ولاءه لوطنه وحبه لرمز بلاده…وسينالها من اللوم والتوبيخ أضعاف ما ينال غيرها من الدول…لأنها حيئذٍ ستكون كالسفّاح يتكلّم عن جمال الزهور وهو ملطّخ  بدماء الأبرياء!!.
تويتر:a_do5y

أضف تعليق

أضغط هنا لإضافة تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.