مساوئ الليبرالية لا تعد ولا تحصى ولكن تتفاوت أقليّة مساوئها وكثرتها من قربها من الغرب وبعدها عنه، فالليبرالية الغربية أقل شرًّا من الليبرالية العربية لأنها منسجمة إلى حد كبير مع مبادئها وتعلن اقصاء الدين صراحة وليست كالليبرالية العربية وخصوصا الخليجية التي تحاول اضفاء شرعية دينية على الليبرالية وايجاد أرض مشتركة بين تعاليم ديننا الإسلامي وقيمنا المستمدة منه وبين مبادئ الليبرالية التي تصادم تعاليم ديننا الحنيف مصادمة صريحة لأن الباطل الصريح أقل خطورة وتأثيراً من الباطل الذي يرتدي لباس الدين!.
والمتابع لهم يجد أن حقيقة دعوتهم هي سلخ المسلمين من دينهم وابعادهم عنه لأن المسلم كلما خطا خطوة نحو الليبرالية ابتعد خطوة عن الإسلام!
وليت دعوة ليبراليي العرب تقف عند الأخذ بالأسباب العلمية التي هيأت للغرب هذا التقدم المادي الرهيب، ولكنهم مع الأسف يتمادون ويريدون تذويب هويتنا الإسلامية وصهرنا في بوتقة العولم، لأنهم ظنوا -مخطئين- أن الأخذ بأسباب التقدّم المادي لدى الغرب لا يتأتى إلا بعد الأخذ بأنماطهم المعيشية وتقليدهم في سلوكياتهم وثقافتهم، وهذا من أكبر الأخطاء التي يقع فيها الليبرالي، لأن الأمم في سالف العصور مازالت تأخذ بأسباب التقدّم الحضاري وتتناقل العلوم فيما بينها مع احتفاظ كل أمة بهويتها الخاصة بها، والتي غالباً ما تكون مستمدة من الدين، فالعرب قديما في صدر الإسلام أخذوا عن اليونان والرومان والفرس علوم الطب والفلسفة والهندسة ولم يتخلّوا عن هويتهم الثقافية وخصوصياتهم وعاداتهم التي استمدّوها من الدين الحنيف… ونقّحوها وزادوا عليها وشيّدوا حضارة لم يُسبقوا إليها على مر التاريخ.
والغرب كذلك مازال ينقل ويستفيد من تجربة المسلمين العلمية والثقافية حتى بنى على الأسس العلمية التي استمدّها من تراث المسلمين حضارة مادية منقطعة النظير، فالخلط بين الأمرين هو الذي يعرّي كثيراً من ليبراليي العرب ويظهر حقد كثير منهم على أي مظهر من مظاهر الإسلام!.
تويتر:a_do5y
أضف تعليق