أقلامهم

جاسم الشمري: الاستجوابات لن تؤدي إلا إلى مزيد من إحباط الحكومة في قتامة المشهد الديمقراطي.

مسارات
استجوابات ضبابية لمشهد مشوش
جاسم محمد الشمري
تلَّبد الجو السياسي فجأة بغيوم المساءلات وهي وإن كانت لن ترقى إلى رحيل حكومة أو أحد أعضائها فإنها تعيد إلى أذهان المراقب السياسي أمرين كادا أن يختفيا مع إطلالة مجلس فبراير 2012 المبطل وكانت تلك أحد حسناته : أولاهما من شقين وهما عدم تناغم الفريق الحكومي مع بعضه بعضا وبالتالي كان يصار في مرحلة من مراحل الحياة السياسية إلى استنصار فريق حكومي بمؤيدين له في البرلمان لإحراج الطرف المناوئ له في مجلس الوزراء ، واستجوابات المتنفذين التي يتصدى لها واجهاتهم السياسية في البرلمان ،
أما الحسنة الثانية فهي قطع الطريق على صائدي الاستجوابات وأعني بهم أولئك النفر الذين ينتفعون من تقديم المساءلات السياسية بنصرة الوزير أو الحكومة وقبض ثمن هذه النصرة بتمرير معاملات مخالفة أو تحصيل منافع مادية مباشرة وأزعم أنه في ظل الوضع الحالي ستعود الروح في مفاصل هؤلاء الصيادين ومقتنصي الفرص ، مثلما عادت إلى الواجهة استجوابات الوكالات السياسية وتشرذم الفريق الوزاري. 
وفي ظني أن الاستجوابات لن تؤدي إلا إلى مزيد من إحباط الحكومة في قتامة المشهد الديمقراطي وضعف الحلول المطروحة لتدجينه إذ كان الأصل في انتقال النظام الانتخابي من سيناريو أربعة في خمسة إلى واحد في خمسة شعور الحكومة بعدم قدرتها على مواجهة تكتلات سياسية يفرزها النظام القديم غير أنها في ظل علاجها لما اعتبرته نقيصة سياسية لم تنتبه إلى نقائص قد يفرزها النظام الجديد إلا إن كانت لا تعد هاتين المثلبتين اللتين أشرنا لهما سابقا ضمن ما يمكن أن يعيب المشهد السياسي وهي كارثة حقيقية على بناء الدولة في قابل الأيام.

أضف تعليق

أضغط هنا لإضافة تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.