كلكم فرعون يا صاحبي..
رفضتم الانقياد بالاختيار.. فقادتكم حالُ الذّلـَّة!
وقد صاح فرعون قبلكم لمّا غشيته كـُـرَب الموت : ( آمنت أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل وأنا من المسلمين )
فلم عصيته يافرعون قبل نزول نقمته بك ، فأسخطته على نفسك ، وكنت من المفسدين في الأرض ، الصادين عن سبيله ؟ فهلا وأنت في مَهـَـل ، وباب التوبة لك منفتح ، أقررت بما أنت به الآن مُـقِـر ؟
خذ الجواب الإلهي: (آلآن وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين)؟
ومن عصر فرعون حتى اليوم.. لم يستفد أي طاغية من التجربة، ولم “يعرف الله ” إلا عند الغرق!
فصدام حسين بطل 2 آب .. آبَ إلى المصحف بعد حادثة الحفرة، فأصبح يتأبطه في قاعة المحكمة ويستشهد بآياته في كل حديث، وإن كان صدام احتفظ بنبرة صوت قوية مكابرة حتى لحظات موته الأخيرة، إلا أن المتهم محمد حسني مبارك.. حاضر ياافتدم، دخل يحمل نسخة من المصحف، وهو يتحدث بصوت متهدج لا يناسب من يؤمن بكتاب فيه آية “إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا وفي الآخرة” لأنه يعرف الآن آية “وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون”
هو المشهد ذاته لكنه كان مختلفا جدا عندما فعله الاسلامبولي اثناء محاكماته بعد اغتيال السادات. بينما لم يفعل ذلك سيد قطب وهو يتقدم إلى منصة الاعدام ، فلم يكن في حاجة أن يحمل نسخة من المصحف الشريف وهو الذي عاش حياته في “ظلال القرآن”.
وقبل ايام ظهر سيف الاسلام القذافي بهيئة داعية اسلامي… بعد أن كان يحذر من الخلافة الاسلامية، لعله يركب الموجة قبل أن تركبه، بينما كان أول مافعله زين العابدين بعد هربه أن يؤدي مناسك العمرة.. العمرة التي شرعها دين طالما حاربه واستهزأ به اعتبره نظاما ارهابيا وتخلفا عن العصر والمدنية، ولطالما جاهر بكسر تعاليمه، فمنع الأذان والحجاب وظهر في التلفزيون خلال شهر رمضان يشرب كأس ماء ويعلن الغاء الصيام..
لماذا يهرب الرؤساء العرب إلى ما كانوا يهربون منه؟
لماذا يحملون ما تحاملوا عليه؟
لماذا يتذكرون في النهايات أن لديهم ضمن ديكور الغرفة نسخة من المصحف مركونة منذ زمن طويل.. وآن لهم أن يحملوها؟
لماذا يكررون مقولة فرعون ذاتها بأشكال مختلفة؟، وهل على الشعب أن يحضّر مزيدا من المصاحف لرؤساء على أهبة دخول قاعة المحكمة الإلهية؟
أضف تعليق