رغم كل ما تمر به منطقة الشرق الأوسط من أحداث متسارعة وثورات ضد بعض أنظمة الحكم فيها، إلا أن ذكرى سقوط نظام البعث في بغداد في 9-4-2003 لا تزال تحظى لدى كثيرين بالأهمية التاريخية. سقوط نظام صدام حسين في ذلك التاريخ، ممثلاً برمزية إسقاط تمثال الرئيس المخلوع في ساحة الفردوس وسط بغداد، كان له الأثر الكبير على مجريات الأحداث في المنطقة في الفترة التي تلته.
محلياً، انزاح عن الكويت، حكومةً وشعباً، عبء نظام معاد سبق له احتلال كامل اراضيها وإلغاء شرعيتها وضمها قسراً إلى أراضيه تحت ذريعة الإتحاد والإندماج مع حكومة مؤقتة لا وجود لها.
عراقياً، بعد سنوات من الحكم العسكري المستبد، أصبح لدى العراقيين حق ممارسة الانتخابات البرلمانية والرئاسية وأنتهت فترة طويلة من فترات الرعب الأمني المتمثل في سيطرة أجهزة الأمن البعثية على مقاليد الأمور في العراق.
خليجياً، عادت موازين القوى في المنطقة إلى الإختلال لصالح الجمهورية الإسلامية الإيرانية بعد أن كان نظام صدام حسين العسكري، الذي خاض معها حرباً أستمرت 8 أعوام، في سباق توازن عسكري معها، في ظل غياب واضح للقوة العسكرية لدول مجلس التعاون الخليجي التي أكتفت بمظاهر القوة العسكرية عوضاً عن فعاليتها وقوتها.
عربياً، أدى سقوط النظام البعثي في العراق، والمعادي للنظام البعثي الآخر في المنطقة وهو النظام السوري، وتحول السلطة الحاكمة فيه إلى سلطة طائفية إلى تكون ما أسماه الرئيس المصري السابق، حسني مبارك، بالهلال الشيعي الذي يضم إضافة إلى العراق كل من إيران وسوريا وحزب الله اللبناني.
عالمياً، كان دخول القوات الأجنبية إلى بغداد هو أول دخول لقوة أجنبية إلى عاصمة عربية، منذ دخول القوات الاسرائيلية إلى بيروت عام 1982. البعض وصف الوضع الأمريكي في بغداد بــ ” المأزق” .. والبعض الآخر وصفه بـ “الإنجاز”، ولا تزال الأراء مختلفة بين هذا المأزق وذلك الإنجاز.
شاركونا ارائكم في هذه الذكرى .. من خلال الإجابة على هذا السؤال المهم:
من 9/4/2003 إلى 9/4/2011 ما الذي تغير منذ سقوط نظام صدام؟
أضف تعليق