يعد متحف الحياة البحرية مقصدا للباحثين والهواة والزوار يجسد من خلاله الباحث في التراث والتاريخ البحري نواف العصفور حبه للتراث وحياة المجتمع الكويتي قديما لتشكل قطعه ومقتنياته النادرة والفريدة ثمرة سنوات من البحث والجهد والعمل والاستعانة بالمراجع التاريخية وكأنه صورة مصغرة عن كويت الأمس..
وقال العصفور ان هواية البحث عن القطع الاثرية والتاريخية بدأت لديه منذ صغره عبر جمع التحف والقطع التاريخية التي تتعلق بحياة البحر وصناعة السفن وكل ما يتعلق بتراث وتاريخ الاجداد ليضم المتحف حاليا قطعا وتحفا تاريخية نادرة لا توجد حتى في متاحف الدولة ينوف عددها عن الالفي قطعة.
واضاف ان متحفه يغلب عليه الطابع البحري بشكل خاص والقطع المتعلقة بالبيت الكويتي القديم ويمتد على مساحة ستين مترا مربعا يحتضن أكثر من ألفي قطعة عن شتى المظاهر الاجتماعية والمعيشية والعملية التي كانت سائدة في الماضي وشاهدا على تراث وحياة اهل الكويت قديما.
واوضح ان هوايته بدأت تحديدا لدى انتقال عائلته الى منزل قديم بمنطقة الشرق خلف منزل (ديكسن) حيث احتفظ والده بمعداته القديمة كافة من أبواب وشبابيك وغيرها فيما يعود عشقه للالعاب البحرية القديمة الى ارتباطه بالبحر والصيد ومن هنا جاء الحرص على أن يكون المتحف نموذجا مصغرا للقرية التراثية واحيائها السكنية.
وقال “ترك لي والدي بعض المقتنيات الثمينة النادرة حيث قمت ببناء بيت كويتي بنظام قديم لجمعها ووضعها فيه وكان والدي بحارا يصطحبني معه في رحلات الصيد ويصنع لي سفنا من الصفائح المعدنية تسمى (العدال)”.
وذكر انه شرع عمليا بجمع القطع عام 2005 و”أول مابدأت بمقتنيات الوالد التي ساعدتني على استكمال رحلتي في البحث والاستكشاف وصولا الى متحف على هيئة بيت كويت قديم فتجد الليوان المسقوف بأعمدة الجندل وتحته كرسي الحب والبرمة والفراش وتنكة الكاز والبمبة (البطل) المحقان لتفريغ الكيروسين ودرام الماء و(بساتيك وهي جمع بستوك) للاجار (المخللات) غرابية للماء وراديو قديم (مطارح) الدوه (منقلة) الغواري و حصران و منز ودراي شداخه والبنكه (مروحة)”.
وعن اهم مقتنيات المتحف ايضا بين العصفور انه يضم وثيقة تملك لبيت (ديكسون) مختومة بختم الشيخ مبارك الصباح وعقد ايجار من المعتمد البريطاني يرجع لعام 1904 وغيرها من وثائق تاريخية للنواخذة ومذكراتهم الى جانب بعض القطع النادرة مثل أكبر (سكان) لبوم سفار و(بشتخته) مضلعة والاجهزة الملاحية والمعدات الخاصة بصناعة السفينة ومعدات النوخذة (الكمال والديرة وآلة السكروب والفورسكال والفرجال).
واشار الى ان مقتنياته تضم ايضا صندوقا بحبال يخص البحارة و(طوس) القماش الاصلي والدوار و(اليامعة للدقل) العود الخاص في (بوم اقبال) ومعدات (القاصة) الكاملة ومعدات القلاليف وأكبر (مجدح) يستخدم لصناعة السفن الخشبية وآلة الدوار التي تسحب بها (الباورة) ووسائل الصيد التي يرجع تاريخها لمئة عام وحتى (البنكة او المروحة) الموجودة في المتحف وما زالت تعمل ويرجع تاريخها لعام 1942.
واستعرض من مقتنيات المتحف ايضا قطع سفن وصندوق سفر (بوحبال) وعدة غوص وصيد وألعاب بحرية و(الباورة) القديمة وعدة (الطواشة وميزان اللؤلؤ وكتاب أوزان اللولو وكتاب قانون الغواصين الذي صدر عام 1940 وعدة القلافة كاملة وجهاز السكروب والساعة الرملية والخرائط البحرية التاريخية وحتى اول ماكينة للنامليت التي جلبها محمود بوشهري الى الكويت وكرخ البوم وغيرها من تراث البحر من الألف الى الياء).
واشار الى ان المتحف يضم أيضا مخطوطة تحمل اسماء جميع نواخذة الغوص من الرعيل الاول الذين لا توجد عنهم معلومات منذ عهد الشيخ مبارك الصباح وهناك كتاب بأسمائهم وكم دفعوا ضرائب دونت عام 1911.
وعن اقدم القطع الموجودة في المتحف وأندرها قال العصفور انها (مكينة) تعيد تعبئة قارورات (نامليت) وماكينة تدار باليد كانت تستخدم في صنع (الدندرمة) اي البوظة وهي كلمة تركية.
وقال ان المتحف البحري يتضمن ايضا (الشرخ) وهي آلة تستخدم لصيد سمك البياح وليخ لصيد الزبيدي والمسلاة لاخراج السمك من الحظرة وخيوط الحداق القطنية الطاسة لصيد الزوري وعدة صناعة الشباك ومجسما لسفينة صيد من نوع (الورجيه) وقرقور اسلاك و قرقور عساوه.
واستعرض ايضا معدات القنبار (الكنبار) صيد السمك على الساحل ليلا وهي (السيف و الكابر واللوكس “مصباح يضيء بالفتيلة” ومجموعة من القواقع البحرية والاصداف والصخور المرجانية علاوة على (البنديرة) وهي سارية يرفع عليها علم الكويت في مقدمة وخلفية السفينة وصورة نادرة التقطت في اربعينات القرن الماضي.
وبالنسبة لصور عن حياة الكويتيين أشار الى ركن آخر في المتحف يضم أدوات المطبخ الكويتي من (جدور نحاسية قدر والملبس وجولة أم قلاص وموقد يشعل بالكيروسين وودبة الدهن وسفر طاس اناء من النحاس والالمنيوم والملبس جمعها طوس وتسمى ملة ومجراخ لبن ومشخال والملاس والطابي والمثعوبة والمسحالة صحون أم نبت و غواري صبن ومطارة أم نسر وأباريق ماء نحاس).
وعن الأدوات المستخدمة في الفن البحري ذكر (الطبل البحري المرواس والطويسات و الطار والبحلة والهاون) وصورا عن كيفية الغوص ونماذج من السفن الخشبية المستخدمة في الغوص والسفر وبعض الأسماك المحنطة والكائنات الاخرى.
وقال ان احدى زوايا المتحف تتضمن دار العروس وتتألف من الخزانة (الكبت) و(الكاروكه) سرير خشبي خاص بالأطفال وصندوق مبيت وطاولة مرمر وسلة (روط البشتختة أم بوري) والمباخر والمرش والة خياطة ومطارح وقبقاب وسجادة مكة والمدينة منجرة عقال زري ودفاية بخاري والحق لحفظ البخور والرواشن وهي أرفف مبنية بالحائط
أضف تعليق