اقيم اليوم في (معرض الكتاب الدولي) المقام في العاصمة البريطانية لندن حاليا حفل كبير وذلك بمناسبة تدشين اول كتاب شامل وموثق عن قصة المقاومة الكويتية الباسلة ضد الاحتلال العراقي الغاشم لدولة الكويت.
وتوافق صدور الكتاب مع ذكرى مرور 20 عاما على تحرير دولة الكويت فيما تزامن حفل التدشين في لندن مع افتتاح معرض الكتاب الدولي الذي يعتبر من اهم الاحداث الثقافية السنوية في بريطانيا.
وحضر الاحتفال سفير دولة الكويت في لندن عميد السلك الدبلوماسي الاجنبي في المملكة المتحدة خالد الدويسان والشيخة حصة صباح السالم الصباح التي كان لها فضل المبادرة لاصدار الكتاب وكانت بمثابة الراعية الملهمه له.
كما حضر المناسبة سفير المملكة العربية السعودية في لندن الامير محمد بن نواف بن عبدالعزيز ال سعود وعدد كبير من الشخصيات الكويتية البارزة شارك بعضها في المقاومة الكويتية الباسلة اضافة الى لفيف من الاكاديميين وزوار المعرض.
وكان حفل مماثل اقيم في مقر معهد دراسات الشرق الاوسط في العاصمة الامريكية واشنطن يوم الاحد الماضي تخلله عقد حلقة نقاشية حول الكتاب الذي حمل عنوان (حافة الحرب..المقاومة السرية الكويتية وقصة مدينة الخفجي خلال عامي 1990 – 1991) وقام بكتابة مقدمته الرئيس الامريكي الاسبق جورج بوش الاب.
وقام بتأليف الكتاب الذي تم تحريره باللغة الانجليزية اليكس داروين بالتعاون مع مجموعة من الباحثين من بريطانيا والولايات المتحدة الامريكية والاستعانة بمجموعة كبيرة من الوثائق والمستندات الخاصة بفترة الاحتلال في عام 1990 – 1991 منها وثائق لم يكشف عنها من قبل.
وحرصت الشيخة حصة في مقدمة قصيرة للكتاب على التأكيد ان هذا العمل الموسوعي مركز على رواية قصة كل هؤلاء الابطال من النساء والرجال الذين قاوموا ببسالة الغزو العراقي والاحتلال الذي دام سبعة اشهر.
واكدت اهمية تدوين قصص الشجاعة والفداء التي سطرها الكويتيون باحرف من نور من اجل تحرير الكويت بمساعدة دول التحالف التي شاركت في طرد القوات العراقية من دولة الكويت.
وقال مؤلف الكتاب داروين في بداية الاحتفال ان عدة كتب كانت قد صدرت من قبل باللغة العربية عن المقاومة الكويتية ولكنها لم تكن شاملة او موثقة على هذا النحو الذي حرص عليه في كتابه.
واستغرق اعداد الكتاب نحو سبعة اشهر وهو يروي قصة المقاومة من كافة جوانبها الانسانية والمادية ويوضح ان المقاومة لم تكن داخل الكويت فقط ولكنها امتدت الى خارجها مع الاشارة الى الدعم الدولي الذي قدمته دول التحالف وخاصة المملكة العربية السعودية ودول الخليج ومصر وسوريا والمغرب علاوة على الدور البارز للولايات المتحدة الامريكية وبريطانيا وغيرها من الدول الغربية. من جانبه اكد السفير الدويسان في كلمته اهمية الدور البارز الذي لعبه المغفور له الشيخ علي صباح السالم الصباح “الذي كان المهندس الحقيقي للمقاومة الكويت”.
واشار الدويسان الى انه كان موجودا شخصيا داخل الكويت خلال فترة الاحتلال العراقي مشددا على اهمية الدروس المستفادة من هذه التجربة الالمية في تاريخ الكويت.
كما شدد على اهمية قيام الشعب الكويتي بالالتفاف حول عائلة ال الصباح الحاكمة خلال تلك الفترة العصيبة واثنى بشكل خاص على الوحدة الوطنية الكبيرة التي تمسك بها الكويتيون من خلالها بقيادتهم السياسية.
واشاد الدويسان على نحو خاص بدور المملكة العربية السعودية خلال تلك الازمة وتحدث ايضا عن الدول الرائع الذي اضطلعت به بريطانيا بزعامة السيدة مارجريت تاتشر رئيسة الوزراء الاسبق من اجل حشد الدعم الدولي لدحر العدوان العراقي.
واثنى ايضا على المساهمة الكبيرة للمرأة الكويتية بكل اقتدار وشجاعة في المقاومة ضد الاحتلال جنبا الى جنب مع الرجال.
بدورها نوهت رئيس مركز صباح الاحمد لامراض القلب الدكتورة فريدة الحبيب التي لعبت دورا بارزا في المقاومة بالمساهمات الكبيرة التي قدمها الشيخ علي صباح السالم الصباح في هذه المقاومة ضد الاحتلال العراقي.
وقالت ان الشيخ علي كان ابرز الشخصيات التي تزعمت المقاومة ولذلك فان الكتاب يسلط الاضواء على التضحيات والشجاعة الكبيرة التي تحلى بها حيث كان مثلا يحتذى لكل المقاومين.
واعادت الدكتورة الحبيب الى الاذهان التضحيات الكبيرة التي قدمها المئات من شباب وشابات الكويت من اجل تحرير بلادهم الغالية.
وتحدث ايضا خلال الاحتفال اللواء المتقاعد يعقوب السويطي الذي كان هو الاخر من ابرز رجال المقاومة والمشرفين عليها وقال انه كان هناك ابطالا عديدين مجهولين للمقاومة وقاموا بعمليات جريئة ضد الاحتلال.
وشارك في الاحتفال ايضا الشيخ صباح جابر العلي الصباح الذي كان نائب رئيس اللجنة الامنية في مدينة الخفجي السعودية التي كانت بمثابة الشريان الذي قام بتغذية المقاومة ودعمها في الداخل. والقى الشيخ صباح جابر العلي الذي يشغل حاليا منصب مدير عام مؤسسة الموانئ الكويتية كلمة قصيرة ايضا بهذه المناسبة اشاد فيها بالانجازات التي حققتها المقاومة الكويتية وببسالة ابطالها الذين وهبوا حياتهم من اجل وطنهم الغالي.
من ناحية اخرى ذكرت الشيخة حصة صباح السالم في تصريح لوكالة الانباء الكويتية (كونا) وتلفزيون الكويت ان الدافع الرئيسي لهذا الكتاب هو تذكير الاجيال القادمة بما جرى خلال فترة الاحتلال العراقي والدور الكبير للمقاومة من خلال الملاحم العظيمة التي سطرها ابطال المقاومة.
وشددت على اهمية استيعاب الدروس المستفادة من تجربة الغزو المريرة واشادت بدور المملكة العربية السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي والدول العربية والاجنبية التي شاركت في تحرير الكويت.
ويروي الكتاب ايضا قصة مدينة الخفجي التي كان لها دور محوري في بطولات المقاومة.
ويسجل الكتاب الشهادات الشخصية لابطال المقاومة والانجازات التي حققها المئات من رجال المقاومة منذ اغسطس 1990 وحتى 26 فبراير من عام 1991 وهو يوم تحرير دولة الكويت.
ويكشف ايضا النقاب عن مجموعة كبيرة من الوثائق والمستندات الارشيفية التي لم تسلط عليها الاضواء من قبل عن قصة المقاومة ويتم للمرة الاولى من خلال هذه الوثائق اذاعة اسرار عديدة عن المقاومة الكويتية وكيف كانت تدار بشكل سري كبير.
ويقول الرئيس بوش الاب في مقدمة الكتاب ان الاجيال المقبلة من الكويتيين وكذلك الدارسين لتاريخ الكويت بوسعهم ان يقفوا من خلال هذا الكتاب على القصص الحقيقية للمقاومة على نحو يقدم الوحي والالهام.
واشاد بالبطولات التي حققها رجال ونساء المقاومة الكويتية من خلال تضحياتهم من اجل الدفاع والذود عن بلادهم وديارهم.
وقد اقام سفير دولة الكويت بعد الحفل حفل استقبال رعته جمعية الصداقة الكويتية البريطانية وذلك في مقره الخاص بوسط لندن حضره كبار الشخصيات البريطانية من رجال السياسية واكاديميين ورجال اعلام وعدد كبير من الدبلوماسيين العرب والاجانب.
وكان في مقدمة الحضور الشيخ سعود ناصر الصباح الوزير والسفير الكويتي السابق في واشنطن والذي لعب دورا مهما في حشد الدعم الامريكي الرسمي والشعبي لمساندة دولة الكويت خلال محنة الغزو.
وفي كلمة مقتضبة اعرب الشيخ سعود عن شكره لكل من وقف وراء اصدار هذا الكتاب مؤكدا ان الكتاب يستحق القراءة للوقوف على اسرار وحقائق المقاومة الباسلة ضد العدوان العراقي الغاشم.
أضف تعليق