شن الداعية الإسلامي، يوسف القرضاوي، هجوماً قاسية على النظام السوري للجمعة الثالثة، وخص المؤسسة الدينية في دمشق بانتقادات عنيفة، خاصة بعد بيان “كبار العلماء” الموجه ضده، فوصف وزير الأوقاف السوري بـ”الأبله،” وندد بـ”العائلات الجمهورية” في سوريا واليمن وليبيا، وقال إنهم جميعاً “سيذهبون.”
وقال القرضاوي، في خطبته الأسبوعية من العاصمة القطرية، الدوحة، إن العالم يعرف أنظمة جمهورية وأخرى ملكية، وأضاف أنه في البلدان العربية “بات هناك أسر جمهورية، مثل أسرة بن علي بتونس وصالح في اليمن ومبارك في مصر والقذافي في ليبيا والأسد بسوريا.”
وتابع القرضاوي بالقول إن الناس الذين اشتكوا من هذا الواقع “ضربوا بالرصاص،” وذلك فجر الثورات في المنطقة التي اعتبر أنه من خلالها توفر من يخرج العرب من كونهم “أمة شاذة عن الأمم” وامتدح الشباب الذين قال إن شعارهم كان “نحن أحرار وأمهاتنا ولدتنا أحراراً فلماذا يستعبدنا هؤلاء؟”
وانتقد القرضاوي الأساليب المستخدمة في مواجهة التحركات الشبابية في الدول العربية، وقال إن الجيش في هذين البلدين رفض إطلاق النار على شعبه ورفض “الطاعة العمياء” ودعا إلى “ضرورة تسجيل ذلك.”
ورفض القرضاوي أي إشارة إلى دور غربي في التحركات الشعبية في الدول العربية، وقال “هذه الثورات شعبية، ولم تأت من أوروبا وأمريكا، بل لم يتوقعها أحد في الغرب.”
وحول الوضع في سوريا أكد القرضاوي، الذي يعتبر أحد أبرز رجال الدين ويرأس اتحاد العلماء المسلمين العالمي، الشباب، أن الشباب في سوريا “رفضوا السلاح” وسخر من ما وصفها بـ”تمثيليات عن مصادرة أسلحة،” كما عرضها التلفزيون السوري، كما شدد على أن السوريين “رفضوا الحديث الطائفي بين سنة وعلويين في سوريا، كما رفضوا الحديث عن إخوان وسلفيين.”
وحول بيان “كبار العلماء” في سوريا، والذي هاجم بياناً سابقاً للقرضاوي باسم اتحاد العلماء المسلمين، قال رجل الدين المصري الأصل: “وزير الأوقاف السوري اتهم من أصدر البيان بأن لديهم خلفيات حزبية ومؤامرات، هؤلاء يعيشون في أوهام ويعرفون أنهم يكذبون.”
وأضاف: “هذا الوزير (الأوقاف السوري) الأبله قال من خولكم التدخل بشؤوننا؟ هل نحن أغراب؟ هل لا يمكننا التعليق على ما يجري لإخواننا في سوريا؟ القرآن والسنة هي ما تخولنا التدخل في أمور إخواننا في سوريا.”
وتوجه القرضاوي نحو عدد من الزعماء العرب قائلاً: “أيها المتألهون في الأرض لستم آلهة، اعطوا الناس حقه.. إن الثورة العربية ثورة واحدة تمتد من بلد لبلد، وستصل لما تريد إن شاء الله، القذافي مآله للسقوط مكللا باللعنات، سيذهب القذافي وصالح والأسد والبقاء للأمة والعدل ويكفي ما حكموا الناس وأفضل لهم أن يتركوا الحكم مختارين.”
وكان أخذ الخلاف بين دمشق والداعية الإسلامي، يوسف القرضاوي، منعطفاً جديداً الاثنين، على خلفية دعم القرضاوي للتحركات في سوريا وصدور بيان للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الذي يقوده، يندد بالعنف ضد المتظاهرين، إذ أصدر تجمع “كبار علماء سوريا” بياناً أشاروا فيه لـ”خلفية حزبية” للبيان، واعتبروا أن البيان “تدخل بالشؤون الداخلية” ويهدف للنيل من الأمن والاستقرار.
يشار إلى أن الخلاف بين القرضاوي والنظام السوري كان قد بدأ مع انتشار الاحتجاجات في البلاد، ما دفع بعض أساتذة كلية الحقوق بدمشق لرفع دعوى ضد رجل الدين المصري، لكن الأخير رد بالقول إن الدولة التي تمس هيبتها كلمة هي “أوهن من بيت العنكبوت،” ودعا لكشف مصير آلاف المفقودين والمعتقلين بسوريا.
أضف تعليق