بإنتهاء العزاء بوفاة الإقتصادي البارز ناصر محمد الخرافي فإن عائلة الخرافي التي يتصدرها الآن جاسم الخرافي رئيس مجلس الأمة قد باتت ملزمة باللجوء الى تفاهمات جديدة أقرب الى إعادة التموضع الداخلي، لترسيخ القوة السياسية والمالية للعائلة، خصوصا وأن الصف الثاني في العائلة يريد أن يزاحم في شغل المواقع العليا داخل المجموعة، ومنهم من يريد أن يزاحم في العمل السياسي، خصوصا في ظل تأكيدات لرئيس مجلس الأمة بأنه لن يترشح أبدا لإنتخابات مجلس الأمة عام 2013 المقبلة، وهذا يعني أن المنصب الثالث في البلاد قد أصبح شاغرا بعد أن ناله الخرافي بدعم إستثنائي من شقيقه ناصر الذي ظل مرتبطا بعلاقة وثيقة مع أوساط نافذة في الدولة.
وتقول أوساط مقربة من عائلة الخرافي أنه في حال تسلم الخرافي (العود) زمام الأمور في المجموعة، فإنه قد يبتعد بتفاهم مع المرجعيات العليا عن بيت الشعب، على أن يبقى المنصب قريبا من العائلة، وأن لا يذهب الى أحد خصوم “الطريقة الخرافية”، وهنا يبرز خياران لا ثالث لهما أولهما أن يستقيل جاسم الخرافي من عضوية مجلس الأمة، وبالتالي فإن الإجراء الدستوري المتاح هو إنتخاب رئيس جديد لمجلس الأمة، تجرى بعد ذلك إنتخابات في الدائرة الثانية وهنا يبرز ترجيح ترشح أحد أبناء المرحوم ناصر الخرافي، على أن ينتقل الى سدة الرئاسة مع إنتخاب برلمان جديد بعد نحو عامين، إذا أتم البرلمان الحالي مدته الدستورية.
ووفقا لمعطيات تراكمت أمام (سبر) خلال اليومين الماضيين فإن عائلة الخرافي قادرة من خلال (تسويات وترضيات) أن تنقل رئاسة مجلس الأمة الى نائب حالي مقرب من آل الخرافي، إذ يبرز هنا مرزوق الغانم كحل وسط، إلا أن الغانم الذي آثر مؤخرا الإبتعاد عن “الطريقة الخرافية” قد يجابه بإعتراض من (أبناء الشهيد)، وهو ما قد يعقد مهمته، وما قد يعجل بأن يقتحم أحد أبناء الراحل ناصر أو جاسم ميدان السياسية لتعضيد عصب إقتصاد المجموعة بالمناقصات والمشاريع الحكومية الدسمة.
تجدر الإشارة الى أنه رغم محاولة خبثاء الربط بين إعلان مالك محطة تلفزيونية إغلاقها ووفاة الخرافي، إلا أن الثابت حتى الآن أن عائلة الخرافي سينشطون خلال أيام في عقد تحالفات جديدة، وإبرام تسويات عاجلة مع خصوم في السياسة والمال، مع تكثيف الإتصال بالإعلام للتغطية على أي خلل محتمل في خطط العائلة والمجموعة في المستقبل القريب، فمثلما كان رحيل (بومرزوق) مفاجئا ومربكا للخطط، فإن سفينة العائلة والمجموعة قد تتلقى مفاجآت من العيار الثقيل.
أضف تعليق