قالت مصادر أفغانية إن الحكومة الباكستانية قد طالبت أفغانستان بالتخلي عن تحالفها مع الولايات المتحدة والبحث عن حلفاء جدد وبصفة خاصة الصين، حسبما قالت صحيفة واشنطن بوست.
ونسبت الصحيفة إلى مسؤولين أفغان حاليين وسابقين لم تسمهم القول إنه بينما تحدث رئيس الوزراء الباكستاني يوسف رضا جيلاني خلال زيارته الأخيرة إلى كابل عن الصداقة بين باكستان وافغانستان والتزام بلاده بالمساعدة في الحرب ضد طالبان فقد قام في اجتماعات مغلقة مع المسؤولين الأفغان بحضور مسؤوليين عسكريين واستخباراتيين باكستانيين بحث كابل على النأي بنفسها عن الولايات المتحدة والبحث عن حلفاء جدد لاسيما الصين.
وقال المسؤولون إن جيلاني ناقش مع كرزاي نتائج تقييم باكستاني للإستراتيجية العسكرية الأميركية في أفغانستان يظهر “وجود تاثير سلبي لهذه الإستراتيجية على المنطقة” كما أكد على ضرورة أن تنأى أفغانستان بنفسها عن أي اتفاق يسمح بوجود قواعد عسكرية أميركية طويلة الأجل على الأراضي الأفغانية.
وبحسب المسؤولين فقد شدد جيلاني على أن “قوة أميركا آخذة بالتضاؤل بسبب مشاكلها المالية المتزايدة وهو ما يعني أنها لن تكون قادرة بدورها على دعم باكستان وأفغانستان مستقبلا ومن ثم فإنه ينبغي على الأفغان أن يبحثوا عن حلفاء بديلين”.
وشدد المسؤولون على أهمية المحادثات التي جرت بين الطرفين مؤكدين أنه على افغانستان أن تأخذ ذلك على محمل الجد لأن “هذه هي المرة الأولى التي تتحدث فيها الدولة الباكستانية إلينا بصوت واحد”.
من جانبها نفت الحكومة الباكستانية على لسان شابير أنوار المتحدث باسم جيلاني تصريحات المسؤولين الأفغان غير أنها رفضت في الوقت ذاته التطرق إلى ماتم نقاشه خلال لقاءات المسؤولين الباكستانيين والأفغان.
وفي المقابل قال مسؤولون أميركيون إن قراءة واشنطن لنتائج اجتماعات القادة الباكستانيين والأفغان “تختلف بشدة عما صرح به الأفغان” مشيرين إلى أن هناك احتمالا بأن تصبح أفغانستان أرضية مشتركة صلبة تمكن باكستان والولايات المتحدة من تقوية العلاقة بينهما.
يذكر أن باكستان تعد حليفا وثيقا للولايات المتحدة إلا أن كبار مسؤوليها عبروا في مرات عديدة عن عدم رضاهم عن السياسة الأميركية في المنطقة التي تشهد صراعا شرسا مع المقاتلين من حركة طالبان وتنظيم القاعدة لاسيما في المناطق الحدودية بين باكستان وافغانستان.
أضف تعليق