هي ليلة خميس لم يطرز بها نور القمر شط البحر وتنازل الليل عن كونه “عريس”.. أصيب فيها محمد عبده بثلاثة جلطات في الرأس في باريس. مدينة شهدت حفلات صيفية لعبده تراقصت بها الموناليزا على أنغام ذلك المولع على نارين وتعاطفت مع الفتى العسيري الذي رغم المحبة والمودة إلا أنهم نسوه.
في ساحة الكونكورد تمايلت المسلة الفرعونية الذهبية وتمنت لو كانت من الفضة حين سمعت ذلك العربي يصدح يا سنا الفضة ويا جيد المهاة، أما قوس النصر فترك مكانه وجاب الشوارع يبحث عن فتاة عبده التي لفى المرسول ولم يعين محلها. تدق حسناوات بني يعرب أرصفة الشانزليزيه بكعوبهن العالية وفي مخيلة كل منهن أنها تلك المذهلة، وما هي بس قصة حسن رغم إن الحسن فيها بحد ذاته مشكلة.
أما في المونمارت فيدندن أحدهم وهو يتسكع مع صاحبه بين لوحات الفنانين الفرنسيين: أتعبتي الصورة مشاوير وتعبت أنا بألقى لغدرك معاذير.
أيوه يا عبده كم من قلب على مرضك التاع؟ وكم من لسان لهج لك بالدعاء؟ . أجيال خبّأت صباها وشبابها وحكايا غرامها بين ثنايا أطراف أغنياتك، تهمس أحداهن لحبيبها: أرجوك ابعد ابعد ترى في الجو الغيم، فيلملم أطراف خيبته وينسحب حتى لا يأكل علقه من أهل المحبوبة.
كم من مغرم بعث باعتذاره عن كل شيء إلا الهوى؟ كم من صبية زينت جيدها بعقد على أمل أن يغني لها أحدهم أحلى من العقد لباسه يزهى بها العقد في جيده؟ كم من فتاة تغنجت لأنك حرضتها على الدلال بأغنية تدلل علينا يا سمي الظبي وش عاد؟
محمد عبده نصير المرأة لا سيما الرقيقة يوصي عليها من حولها بحرص متناهي: لا.. لا ..لا تضايقون الترف لا تضايقونه لا.. لا خلوه يجنى من حياته ثمرها. حامي حمى العشاق يوصيهم ببعضهم خيراً ويقوي من عزمهم فيرددون معه : إن كان جدت جدايد حبنا أقدم ولا عاش راسٍ على الدنيا يبكينا.
حين يصاب مثلك يا فنان العرب بجلطة يصبح الكون الوسيع ما يكفي خطوتين.
محبوك يغنون نيابة عنك : يا مستجيب للداعي جب دعوتي باسراعي واشفي جميع اوجاعي يامرتجى يارحمن.
أضف تعليق