يبدو أن الغموض الذي صاحب حياة زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن قد ألفه حيا وميتا حيث يأبى إلا أن يلازمه، وقد بدا ذلك واضحاً في مجريات الأحداث أمس فمع إعلان أوباما قتله بن لادن في عملية قامت بها قوات أمريكية محدودة بمساهمة من المخابرات الباكستانية لم تنتشر فقط مراسم الفرحة لدى الأمريكيين الذين خرجوا تلقائيا بالآلاف متجمعين خارج البيت الأبيض بل خرجت أصوات من المحللين والكتاب والصحفيين تعبر عن شكوكهم في الادلة التي عرضتها التلفزة الاميركية لقتل بن لادن مشيرين الى ان الصورة قد تكون مفبركة ـ وهو ما تأكد بعد ذلك ـ اضافة الى ان رمي الجثة في البحر بهذه السرعة هو الاخر يستدعي التساؤل، حيث لا يبدو مصير جثته معروفا.
وقد سرى هذا الشك لدى عدد كبير فلم يقتصر على المحللين والسياسيين بل تعدى ذلك إلى شريحة كبيرة من مختلف الأقطار خاصة بعد اعتذار قناة “جيو” الباكستانية عن تلك الصورة التي نشرتها وقالت إنها لابن لادن عقب قتله لكنها أعلنت لاحقا أنها لا تعود لزعيم القاعدة، وجاء الاعتذار بعد تشكيك العديد من الأصوات في حقيقة الصورة، وبعد إظهار مستخدمين لصورة قتيل آخر يشبه ابن لادن.
يضاف إلى ذلك ما ورد من تصريح لوكالة أسيوشيتد برس الأمريكية حيث قال مسؤول أمريكي آخر إن التعامل مع جثة ابن لادن بالتقاليد الإسلامية يعني “دفن الجثة خلال 24 ساعة من وفاة صاحبها” ووفقا للمسؤول فإيجاد دولة تقبل بدفن ابن لادن خلال 24 ساعة سيكون مستحيلا لذا فالبحر أفضل مكان، وأضاف المسؤول “إنه سيتم إلقاء جثة ابن لادن في البحر”.
لم يكشف المسؤول هل استفسرت أمريكا من أسرة ابن لادن حول رغبتهم في دفن فقيدهم على طريقتهم، ولم يكشف هل تمت أية اتصالات مع أية دولة لاستضافة جثمان ابن لادن أم لا، وإن كانت مجلة “تايمز” طرحت ما وصفتها بإشاعة حول طلب الولايات المتحدة من السعودية دفن جثمان مواطنها في أرضها ورفض الأخيرة.
كما أنه وفي الوقت الذي تبحث فيه الولايات المتحدة الأمريكية نشر صور لعملية دفن بن لادن في البحر حيث لم يتم اتخاذ قرار نهائي بعد في خطوة يبدو أنها محاولة رد على ما صاحب إعلان مقتل زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن من تردد لدى البعض وتشكيك من جهات أخرى صرحت اليوم الثلاثاء حركة طالبان الافغانية بالقول بأنه لم يتوفر لديها أدلة مقبولة بعد تؤكد مقتل بن لادن.
أضف تعليق