تحترق اُذُناي حينما أسأل احد الزملاء عن عدم رؤيتي لمقاله خلال الأسبوع فيجيبني بـ ( منع من النشر ) فتضيق نفسي ولا يسعني أيٌ من مكاتب رؤساء التحرير ، فأنا قبل أن أنشر باكورة مقالاتي فقد حُفظّت وجهاً لوجه بأن لا أكتب عن الفساد فكما قرأ بعضكم ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت يدي الناس فإن البعض الآخر أتجه بمحض الصدفة ! إلى المشاركة بالفساد فأصبح الناتج العام لدينا هو رؤية الفساد يتفشى بين الأرجاء ، و ذات حلم والحلم من الشيطان كما يعلم حبيبنا صالح النهام قد شكا إلّي السيد ( الفساد ) وهمس لي بـ ( حراا ، فإن انتشاري أصبح كالنار في الهشيم ) !
وبالطبع قيل لي لن تكتب عن سعادة وفخامة وسيادة الرئيس ، فهو لم يدعنا ( نكتب ) لكي ( نكبُت ) فأرهق الشعب من لحظة وصولة إلى مطار الحكومة ، فأصبح يطير مع حكومته ويتركنا كشعب يريد أن يرتفع ولا يطير رفقة الدول المجاورة . ولن اكتب عن ( بعض ) رجال الدين سدّد الله خطاهم وأثابهم وغفر لهم وجعلهم لنا ظل نستظل به يوم لا ظل إلا ظله و شُفعاء لنا في يوم الآخرة ، فهم باختصار ( مفتي تحت الضغط ) وبدوري أنا لا اُريد ان يستباح دمي ! وبالطبع لن اكتب عن الفئوية والمناطقية والتقاسيمية ، فلا زعل بذلك ، فهم بمناطقهم الدافئة ونحن تلسعنا شمس الشموس وتزيدها علينا ( البسوس ) !
ولن اكتب عن الطائفية فهي لم تضر احد ، وليست مضرة بالقناة الدمعية للـ ( كويت ) ، فكذبٌ وافتراء وتدليس بأن من يقول الكويت تدمع جراء النزاعات الطائفية ، استمروا ايها الطائفيون لا بارك الله بكم ،
ولن اكتب ولكن اكتب ، فكل شيء في كويتنا لا يستحق الكتابة ! فنحن لا نستطيع ان نكتب بالأساس ، فنحن في الكويت يا عزيزي .. لا تكتب عن شيء بل كل شيء تشاهده بأم عينك ، فإن كنت متذمراً من الوضع فأجلس خلسة في دارك واحكي عما تريد ولكن احذر آذان الجدران !
كَتَبَ نزآر قباني ذات ( قمعة ) هل تعرفون من أنا ؟ أنا مواطن يسكن في دولة (قمعستان) ، وهذه الدولة ليست نكتة مصرية أو صورة منقولة عن كتب البديع والبيان ، فأرض (قمعستان) جاء ذكرها في معجم البلدان ،
وأن من أهم صادراتها حقائبا جلدية مصنوعة من جسد الإنسان .. الله يا زمان ..
لله درك :
ليترقب الجمع من هنا شذوذ ( سبْر ) عن ( منع من النشر ) وعن تفضل هذا ~ ( إستدعاء إلى مكتب رئيس التحرير ! ) .
عياد خالد الحربي .
أضف تعليق