محمد موافي
سؤال لله!
… لست في المقال بين يديك مستنكرا ولا شامتا، بل فقط أتساءل بعد أن أصبح آل مبارك أول أسرة كاملة حكمت ثم سجنت بعد أن اكتمل العقد بسوزان ثابت (مبارك سابقا)..و”آمنت لك يا زهر ورجعت خنتني ..أصل الغرورة ضحكها كذاب”… ولم أفهم أن يكون بمصر رئيس مسجون، و يصل لهذه الدرجة من المهانة والفضيحة، وفتشت في أسباب وأسباب,وتعجبت كيف أن أول حاكم بالتاريخ يستبعد كلمة الحرب من أبجدياته ويعتبر السلام خيارا لا شريك له، يتم حبسه,وعجبت لك يا زمن، كيف أن العند يورث الكفر والكراهية، وآمنت بك يارب.
إلهي حينما نعشقُ ماذا يعترينا,وحينما نكره ماذا يعطُب فينا، إلهى نسيت سننك، ونسيت كيف أخذت القرى وهي ظالمة، ونسيت أن أخذك أليم شديد، ونسيت أنك تمهل ولا تهمل، وتصبر يا صبور ولا تنسى.
سبحانك كلما ارتفع طائر سقط، ونسيت يا رب أن لقيامة الدول ونهاية الرجال علامات، وأن كل حي مهما علا..مات، ونسيت يا رب في زحمة يأسي أن ساعة القدر ودعاء السحر وكربة السفر، لها أمد وللأمد انقضاء ومضاء.
واندهشت يا رب من حكمتك، وأسألك سؤال من يجهل حكم تصاريف تدابير شؤونك، ما الفرق بين مبارك ومن سبقه من ملوك، وصل إليهم الأمر لما زال عن غيرهم ثم زالوا مع غيرهم؟
مبارك عذب وأسلافه فعلوا، مبارك قتل وسابقوه سفكوا، مبارك سرق وغيره نهب، فلماذا اختصصته وآله بمهانة السجن، وبتلك النهاية العجيبة.
وما الفرق يا إلهي؟ وأسألك لأني لست من العارفين، وشفاء العي السؤال، ودواء الجهل الوصول لمكنون تعاليم أوامر قدرك، يا ذا القدر الذي لا يقاربه قدر، ويا ذا الشأن الذي لا يطوله شأن، ماذا أيضا,ماذا فعل مبارك حتى يصل إلى هذا القدر من المهانة التي لم تكتبها لرئيس حكم مصر قبله، فحتى فرعون العماد والمعابد والأنهار من تحته وكنوز وزيره تنوء بالعصبة أولي القوة,وقد طغى وتجبر وقد أرانا ما يرى,وصعد على صرح طينه ليتحداك سبحانك بجهل,وأخذته باليم وجنوده، وطرحته وأبقيته جسدا محنطا آية للعالمين، لكن ميتته – واعذرني في جهلي ياربي- لم تبلغ ما حاق بآل مبارك من ذل وآية باقية ما بقي التاريخ، فما الذي زاد في حسابات غضبك و أعوذ بك من غضبك، فغضبك ما قد رأيت وعاينت، وخشعت وارتبك لساني وتيبست أصابعي على لوحة الكتابة.
يا رب لك في خلقك شؤون، ولك في دنياك جنود نعلم بعضها ونجهل أكثرها، ومما عرفنا ذلك الجندي المرعب الذي أسميته ( الذل)..,يا أيها المعز المذل، وكم رددنا مقرنين اسميك الحسنيين المعز المذل وكم مرت الكلمتان من شفاهنا دون معاينة، رغم أن تلك مساكنهم وتلك شرمهم وآثارهم تدل عليك لا عليهم، سبحانك كنت معنا بين غربة بالخارج، واستغراب بالداخل، وكم سمعت شكايات لم تبلغ غيرك، و كم جهلت أنا الجاهل يا رباه أنك سميع بصير، فيا سبحانك وأيا سبحانك، ماذا لم نعرفه بعد عن مبارك، وخبأته عنا، ماذا فعل ليستحق كل هذه الفضيحة، أكيد أنك هنا وهناك تسمع وترى، وأكيد أنك ما رضيت ولا ارتضيت ظلما بين عبيدك.
وأسألك بجلال لفظ جلالتك…كيف يا رب قدرت وانطلقت من عليائك كاف ونون، فحاسبت بالمكنون، والكائن والمسكون بظلم، ونصفت الأينع من بين ثمار بساتينك، ورفعت الأحلى والأغلى من بين ورود ضاءت وأضاءت جنة مصرك، واخترت الشرف الأبهى لسهام كنانة شرقك، وقسمت بعدلك هديا من عنب بين مظاليم مجاهيل مطاريد رفعوا ساعة حظ لك أكفا طاهرة شاكية، إذ لك يا رب تعاجيب تقاسيم العدل، ولي وحدي اندهاشات الجهل.
وأحبك يا ربي ، وأحب من يحبك، وأخلع من لا يصلي على سيد ولد نفخة روحك الباكي بين يديك بطائف أرضك، فلك العتبى حتى ترضى.
أضف تعليق