يقول سوفوكليس “أعظم المآسي هي تلك التي نتسبب نحن فيها”، ومآسينا في الكويت هيَ نتاج ما اقترفته أيدينا، يوم أن حان وقت اختيار (ممثلي الأمة) ولم نحسن الاختيار، وجاء لنا ممثلون.. ولكن على الأمة، في أسوأ مجالس الأمة على الإطلاق. حين يدافع مرتشٍ عن مزوّر فهو مجلس فاشل، وعندما تطل علينا “المواقف” من شرفة “الفتاوى” فهو مجلس فاشل، وعندما يُحاسب نائب على كلام قاله تحت قبة البرلمان فهو مجلس فاشل، وعندما يُقفل بيت الأمة لأكثر من شهر لدواعٍ “خُرافيّة” فهو مجلس فاشل، وعندما يُقتل مواطن تحت تعذيب “حماة الوطن” ولا يُسقط هذا الفعل حكومات لا حكومة واحدة.. فهو مجلس فاشل. الدلائل على فشل المجلس الحالي وتزوير إرادته لا تُحصى، فهل نَقبل بهكذا مجلس يمثلنا؟ أشك في ذلك.
بعد عودة ناصر المحمد للمرة السابعة، وبعد أن أدّت الحكومه القسم الدستوري أمام سمو الأمير والبرلمان، علينا نحن أيضاً أن نقوم بأداء “القسم الشعبي”، بأن لا نقبل استمرار مهازل حكومات ناصر المحمد، وأن لانقبل استمرار نهج ملاحقة الكتّاب والمدونين، وأن لا نقبل ضرب وحدتنا الوطنية جهارا نهارا وحكومتنا مشغولة كعادتها بقراءة الفنجان. لماذا لا يكون هناك تنسيق بين القوى السياسية والشباب في حركتي السور الخامس وكافي، على أن يكون هناك تجمع شبابي مره كل أسبوع في ساحة الصفاة؟ ويتخلله مهرجان خطابي يعبّر عن الإمتعاض الشعبي من هذه الحكومه؟ لا أن نجلس ونندب حظنا ونتباكى على مجلسنا المُختطف، وقيل إن الحظ لا ينفع من لا يفعلون شيئاً، وهذا مايريدونه، أن ييأس الشباب، وتنهار عزيمتهم، ويتركون الحبل على الغارب. ولا نعلم ماتخفيه لنا الأيام، والحكومة.
لا تيأسوا.. تالله إنكم أمل الكويت، وبصيص النور الذي سيضيء ظلماتها، فكونوا على الموعد، ولا تخذلوها.. فهيَ تُريد أن تسمعكم وأنتم تتداعون بعضكم البعض.. حيّ على الصفاة.. حيّ على الصفاة.
فهل من مُجيب؟
***
يقول عبدالجبار بن حمديس – أحد شعراء العصر الأندلسي
أمْطَتكَ همّتك العزيمة فاركبِ
لا تُلقينّ عصاكَ دونَ المَطلبِ
ما بالُ ذي النظرِ الصحيح تقلّبتْ
في عينه الدنْيا ولم يَتَقلّبِ
أضف تعليق