تعالوا نسترجع ذاكرتنا لأيام (هنا الكويت)، وماتحمله هذه الكلمة من أثرٍ في نفوس من عاصروها، حين لم يكن هناك فرق بين “الغترة” و”الشماغ”، ولا بين مطلق ولؤي، ولا بين عثمان وحسين، ونقارنه بأيامنا التعيسة التي نعيشها الآن، وظاهرة تفشّي ضعاف النفوس من بعض أبناء وطني.. مع الأسف.
صدق ابن خلدون حين قال “يوزن المرء بقوله، ويقوّم بفعله”، فما بال الذي لا قوله حسن ولا فعله طيب؟
ظهر علينا الوكيل المساعد لقطاع الأخبار والبرامج السياسية في وزارة الإعلام السيد يوسف مصطفى قبل أيام بتصريح ذي نفسٍ فئويّ أعوج لم يعتد عليه الشعب الكويتي، حين طلب من المذيعين (عدم لبس الشماغ), وعند سؤاله عن السبب قال (لأنه لا يمثّل الهوية الكويتية!)، ياسلام، السيد يوسف مصطفى تفرّد في تفسير الهوية الكويتية، وحصرها على لبس الشماغ من عدمه. وبعد أن صُدِم بردود الأفعال الغاضبة من هذا الفكر العفن، برّر فعلته بعذر أقبح من ذنب، فقال طلبت عدم لبس الشماغ “الككاوي” وليس الأحمر. إي والله.
ولم تمر أيام معدودة إلا وعاد الوكيل المساعد لنشر فكره الأخرق هنا وهناك, وكما قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه “ما أضمر أحد شيئاً إلا ظهر في فلتات لسانه وصفحات وجهه”، حتى سمعنا باجتماعه مع أحدى القياديات في قطاع الإعلام من سيدات الأسرة الحاكمة وطلبه منها العمل على ما أسماه “إيقاف الطوفان البدوي” في الإعلام. وكأن البدوي مواطناً سنغافورياً، لا يمت للكويتيين بصلة… ولا أعلم ماهي المعضلة ما إذا كان هناك طوفاناً بدوياً -على حد تعبيره- في وزارة الإعلام إذا كانوا من الكفاءات “الكويتية”!؟ أم أنّ السيد يوسف مصطفى لا يهتم للكفاءة بقدر مايهتم بالأسماء الأخيرة، وعنوان السكن.. ولون الغترة؟
لستُ في طبعي مُحب للحديث فيما قد يمس وحدتنا الوطنية، ولكن انتشار مثل هذا الفكر المنحرف في المجتمع نتائجه ستكون وخيمة على الكل، والتحذير منه واجباوطني لكل من يملك وسيلة لذلك، وأنا على يقين بأن أبناء الكويت ينبذون هذا الفكر الخبيث, وكل فكر يندرج تحت قاعدة “فرّق تسد”.
***
قال الإمام الشافعي رحمه الله
احفظْ لسانَك أيُّها الإِنسانُ * لا يلدغنَّك إنه ثُعبانُ
كم في المقابرِ من قتيلِ لسانِه * كانَت تهابَ لقاءَه الأقرانُ
———
تنويه: بعد كتابة هذا المقال بلغني أن وزير الإعلام صرّح بأنه سيحيل يوسف مصطفى إلى لجنة تحقيق… وأنه لن يظلم أحد. ونتمنى ذلك فعلاً.. معاليك.
———
فلاح الحشاش
Twitter;@ALHShaSh
أضف تعليق