بس يا وطن
الإصلاح أشهى من الكسكس
كثرت التحليلات السياسية والاقتصادية والاجتماعية بشتى ابعادها بعد مفاجأة البيان الخليجي المرحب بانضمام المملكتين الشقيقتين الاردن والمغرب، تركزت كل هذه التحليلات على ركائز ثلاث، الاولى هي سد الفراغ السياسي الذي نتج عن ثورة 25 يناير في مصر مما ادى الى تراجع الدور المحوري المصري الفعال في مقعد الزعامة العربية، الثانية هي تظافر الجهود والسياسيات اللازمة لعرقلة الاطماع التوسعية الايرانية التي سال لعابها مع سقوط بعض الجمهوريات العربية وترنح الاخرى، والثالثة هي ثبات الانظمة الوراثية وجدواها في مواجهة العدوى «البوعزيزية» التي اصابت اغلب الأنظمة العربية.
لكن دعونا نذهب الى نقطة ابعد من كل ما ذكر فالثورات العربية لا نستطيع ان نختزلها في الجمهوريات فقط، فأيضا للمملكات نصيب وخير دليل هو ان الاردن هي من اولى الدول العربية التي تأثرت بعاصفة الاحتجاجات الشبابية بعد تونس وكذلك البحرين والتي مازالت تضمد جراحها بعد الاحداث المؤسفة التي مرت بها، وما يخشاه الشارع الخليجي اليوم هو خشية الاخوات الست من انتقال العدوى «البوعزيزية» وتنشيط خلايا الاصلاح النائمة بين الشعوب وبالتالي اتجهت الأنظمة لتوحيد الصف ليس خوفا من ايران ولا من غيرها بل هو «فوبيا» الشعوب الجديدة وحده لا شريك له وما لدخول المغرب والاردن الا للحصانة من الاحتجاجات المتوقعة، ما يتمناه الشارع الخليجي اليوم هو اولا عدم صحة هذا التحليل وثانيا استغلال الحكومات الست للتطورات العربية الراهنة في المبادرة بفتح ملفات مهمة لطالما عانى منها المواطن الخليجي مدعومة باصلاحات تشمل توسيع المشاركة السياسية وفتح فضاء الاعلام الحر وغيرها من الملفات الاقتصادية الحساسة والتي يتزعمها ملف البطالة. المواطن الخليجي على دراية تامة في ان حكوماته ستساهم في تخفيض نسب البطالة في الاردن والمغرب على حسابه لانه هو ايضا يعاني من نفس المشكلة ومثل هذه الامور قد تكون عكسية على الحكومات الست فيكون قرارها بإدخال الاردن والمغرب عكسيا عليها بدل ان يكون ضامنا لاستقرارها فاوراق هذه الملفات ان ترتبت ستكون اجدى للانظمة واشهى من اطباق المنسف والكسكس على قلب مواطنيها.
عبدالوهاب العيسى
أضف تعليق