أقلامهم

السعدون أصلب شخصية سياسية مرت على الكويت.. صالح الغنام يرى أن ذلك كان في الماضي، أما الآن فالسعدون ضعيف

صالح الغنام


السعدون تعب!


في ظني, ان النائب احمد السعدون, هو أصلب شخصية سياسية مرت على تاريخ الكويت البرلماني, وأرى والله أعلم, ان الزمان لن يجود بنائب بمثل شدة بأسه, اتركوا عنكم, البراك والمسلم وهايف وبقية الشباب الطيبين, فهؤلاء لو جمعناهم كلهم على كلهم, لن يأتوا بعُشر ولا حتى بخُمس صلابة السعدون, أصلا هؤلاء, لمجرد انتقادهم في مقال عابر, فإنهم لا ينامون الليل, وينتظرون بفارغ الصبر طلوع النهار, للضغط على الكاتب من خلال إدارة الجريدة, أو من خلال معارفه وأقربائه, فإن لم ينفع, رفعوا قضية لإسكاته. حساسيتهم المفرطة هذه, يعرفها القريبون منهم وجميع كتاب المقالات في الصحف, لذلك أراه جورا عظيما أن نساويهم أو حتى نقارنهم بالنائب السعدون, فهذا الرجل, شهدته في مواقف كانت كفيلة بهز وإرباك أي شخص, فوجدته ثابتا كالطود الشامخ وكأن سلامته الشخصية لم تكن في خطر, وقد كتبت قبل ثلاثة أو أربعة أعوام, عن هذا الموقف الذي حدث في العام .1999  


سعدون الأمس, اختلف عن سعدون اليوم, وبت أرى فيه ضعفا لم أظن أنه فيه, ولا أدري إن كان هذا بفعل الزمن, أم بفعل الهزائم المتلاحقة التي تعرض ومازال يتعرض لها منذ خسارته مقعد الرئاسة. فهو على الدوام منفعل, وردود فعله سريعة وغاضبة, وصار يسهل استفزازه, وحساباته كلها خاطئة, وتخبطه وزلات لسانه أكثر من أن تعد وتحصى, فمرة, لا يمانع بالذهاب إلى المحكمة الدستورية, ومرة, يعتبر الذهاب إليها تفريغا للدستور, وفي يوم, يرى أن من حق الحكومة طلب تأجيل الاستجواب إلى نهاية الفصل التشريعي, وفي يوم آخر, يعتبر التأجيل استخفافا بالمجلس, وفي استجواب الطاحوس لسمو الرئيس, انسحب من الجلسة لان مبادئه تمنعه من مناقشة الاستجواب في جلسة سرية, وقبل يومين, أعلن موافقته على مناقشة استجوابه الأخير في جلسة سرية, هذا بخلاف وصفه المتنفذين بالحيتان, ومن ثم تصويته بالموافقة على قانون الخصخصة الذي يصب في مصلحتهم!


عندما نقول: إن السعدون تغير, فهو بالفعل تغير, ففي السابق, ورغم حرصه على الظهور بصورة العابس المتجهم – لأسباب تتعلق بالهيبة و”الكاريزما” – إلا أن صورته تلك لم تكن تعكس سلوكياته, فمع تشدده في اتخاذ مواقفه, لكنه لم يتصرف يوما بغضب وانفعال, بل على العكس, كان معروفا عنه الصبر والحكمة والروية, ويؤكد هذا مواقفه بعد حل المجلس في العام 1986 فهو لم يتحرك ويقود دواوين الاثنين, إلا بعد مضي نحو ثلاث سنوات, وبعدما تدرج مع رفاقه برفع العرائض وإرسال المراسيل إلى القيادة السياسية, كمحاولة لإقناعها بإعادة الأحوال إلى سابق عهدها.


الأخصائيون النفسيون يؤكدون أن من أمارات الضعف, التصرف بعدوانية وتهور واندفاع, والسعدون لشدة غضبه, صار يكرر أخطاءه بتقديم استجوابات, يعلم قبل غيره أن مصيرها الفشل, ومع ذلك يلوح بتقديم المزيد منها, فهل هذا إدمان على الفشل أم ضعفا وقلة حيلة?!

أضف تعليق

أضغط هنا لإضافة تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.