ما أن يسمع الشعب كلمة ازدواجية حتى يذهب بفكره إلى ازدواجية الجنسية التي أثير حولها لغط ظاهره دفاع عن قانون وباطنه حط من قدر فئة وتخريب علاقات مع دولة شقيقة.
إن ازدواجية الجنسية أمر مسموح به في الدول العظمى – يا الله من فضلك – بقوانين تنظمها إلا أننا كعرب كما اخترعنا خطف الطائرات وكنا سباقين بإطلاع العالم على هذا النوع الفريد من الإرهاب فلقد خرجت حملة تجريم المزدوج من الكويت وأعجبت الرئيس الفرنسي – اللي مقطع السمكة وذيلها – ساركوزي حتى أنه تبناها، حسافة عليكم يا الفرنسيين !
لست بصدد نقاش ازدواجية الجنسية لأنها أبسط وأفضل أنواع الازدواجية فيما لو تم تغيير القانون، الازدواجية الأكثر تدميراً هي ازدواجية المعايير.
نائب ينتهك أهم بنود الدستور الداعية لحرية المعتقد ثم يتباكى على باقى البنود بمشهد تمثيلي سمج وكأن لسان حاله يقول : قطعت يد الدستور اليمنى لماذا أنا كنت أريد قطع اليد اليسرى فقط!
كاتب مراهق ينتقد حكومة تخضع للابتزاز من قبل البعض ثم يخر صاغراً بجبن مثير للشفقة أمام ضغط مجموعة من أبناء قبيلته ورفاقه فيحظى بلقب شجاع لأنه انصاع لسطوتهم.. يا لها من شجاعةٍ مضحكة!
إسلامي لا يطرب إلا للكلمات التي يخطها ليبراليون ومع ذلك لا يعطيهم ما يستحقون من تقدير بل يظل يردد أنه غير مقتنع بهذا الفكر!
سياسي يطالب بحريات سياسية تصل إلى رئاسة وزراء شعبية ثم يقيد أبسط الحريات الاجتماعية للمواطن بأن يملي عليه أن يسبح بلباس بحر بمعايير يحددها هو!
تحرك يليق به مسمي (كور مخلبص ) يدّعي الليبرالية ولا يلّمع سوى الإسلاميين بطريقة تحتاج تحليل نفسي لمجموعة من أعظم أساتذة طب النفس الإكلينيكي!
جموع في غاية الحماس تصرخ أنها مع الدستور في حين أنها مع شخص تربطه بها وشائج دم ومصلحة وخلافه وهو مع الدستور فهي معه بالتبعية ! تبع يتبع فهو تابعٌ، والتابع مسلوب الإرادة فكيف سيذود عن الدستور؟
ثلة من تافهين تتصيد لمعارض وتبحث عن تفاصيل أسرته وجيرانه وتاريخ خالة أخت أمه بالرضاعة فيما تدافع عن شخصية مرموقة ترتكب معصية تدينها كل الأديان والشرائع بل والطبيعة نفسها وتشمئز منها نفسي التي كنت أحسبها أقرب لليبرالية، ربي لا تبلانا إلا بلوةِ حسنة كما تقول العجائز.
شخص يدّعي الدفاع عن الدين ويرتكب كل ما ينافي الدين من سب وشتم ولعن في طريقه لدفاعه المزعوم!
ازدواجية المعايير داء أخلاقي خطير تجب محاربته، لنبدأ باقتلاعه من ذواتنا أولاً.
ختامها شعر
يُبدي الشجاعةَ في اقتناص ذوي النُّهى
وعن اقتنـــاص المفتــــرين جَبـــانُ
أبزون العماني
أضف تعليق