في إحدى نظريات الفيلسوف أرسطو يشرح شيئاً أو حالةً تسمى بالهوية أو الذاتية، وهي أن يكون الإنسان إنساناً لا أن يكون غيره و أن الشيء هو نفسه، واستدلاله لهذه النظرية هو المنطق، وكذلك في ثلاثينيات القرن المنصرم كانت تركيا تُجبِر العوائل والأفراد بتسمية أنفسهم بأوصاف للدلالة على أنفسهم، فظهر عندهم فلان الكريم وفلان البخيل، و ذاك الشجاع وذاك الجبان، فمضت الأيام والسنون وانقشع الزيف عن تلك الأسماء، فما كان من الشجاع إلا أن يفِر هرولة، وما كان من الصادق إلا أن يكذب بأول حديث وهكذا دواليك. فهل من المنطق حينما نضع نصب أعيننا تلك النظرية ونطبّق عليها اسم نبيل فيظهر لنا معناه من عظـُمَ وشرف وأحسنت تربيته فنبلت أخلاقه، ويقال رجل نبيل الرأي جيده؟! وهل يُعقل بأن يكون الأديب العظيم مصطفى لطفي المنفلوطي تحدث في كتابه الفضيلة عن الفضل؟! أم أنه يتحدث عن الفضيلة في الأخلاق والشجاعة والإقدام لدى الرجال؟! في الحقيقة لدينا الكاتب نبيل لفتة الفضل إن كان هذا اسمه فعلاً فهو يحمل اسم ذو دلائل جميلة جداً ولا تدل أبداً عما يكتبه وعما يفعله صاحب هذا الاسم، فهو ما أن يتفوه بقبح حتى يكتب أشر منه، وما أن يهزأ بالقبائل وبالأصول حتى يخيل لنا بأن الناقص يفتقد إلى ما يرمي إليه، وأن فاقد الشيء لا يعطيه، وما أن يُهاجِم كُتّاب المعارضة لنهج الحكومة حتى تعرف الفرق كضوء النهار وكعتمة الليل، فهو يفتقر إلى كل ذي خلق فتجده متسلطا على كل ذي خلق! فلا غرابة أن يكون لديه زاوية مظلمة ويجمع بها كتلة العمل الشعبي بسعدونها وبراكها وعلِـيـِهَا وخالِـدهَا، ويشتم كل فرد على انفراد ثم يجمعهم فينثرهم إدعاءات باطلة وتهم لا طائل لها سوى الحط من قدرهم، وكذلك يفعل مع متديني كتلة التنمية والإصلاح فيهزأ بلحاهم كرمها الله، و يعبث بمسميات خرقاء ليصف جمال أعين جمعان الحربش، و قد تماطل أخيراً بالحط من قدر و رفعة القبائل جمعاء، حتى أسهب بذكر كل قبيلةٍ على حِده، وكال لها ما يتقنه من ( قذارة ) واستهزاء، فهو لم يجد من يقوم بردعه و من يوقفه إلى هذا الحد والمد العالي، فدائماً ما يردد بأن ( القانون فوق الجميع )! فأي قانون يا هذا يدعك تكون غـُراباً على رؤوس الأحرار، وأي قانون يُطبق على غيرك ولا يمُسك بشيء؟ فقبائل الكويت بها ( المجنون ) وأحفظ ذلك جيداً، ولكنها تحب الكويت وأسرة الصباح وتتقيد بالقانون وتسعى أن يأخذ القضاء مجراه، ولا تسعى لأكثر من هذا وتلك، وتترفع عن الرد على هكذا قبح وإسفاف وادعاءات لا طائل منها سوى زعزعة الأمن العام للبلد بنثرك لهذه التفرقة البغيضة وتفكيك البلد من بعد ثباته بين القبائل والعوائل وجميع اطياف المجتمع الكويتي، ولأيٌ ممن تُسّول له نفسه بمثلما عمل يعمله نبيل، فإن للقانون قوة أحكام وإرادة تطبيق، فلا عبث ولا عابثون، فالكويت لا تحتمل كل هذا العبث، فمن خلال المنطق الارسطي نستنتج بأن نبيل الفضل كردي من أصول تركية، فأجداده قد سمّوه اسماً وعائلة لا يحملان أي دلالة على ما يتصف بهما.
أخيراً :
أنا لا اُشير إلى الكاتب نبيل الفضل ، وإنما استخدمته لأضرب مثالاَ لنظرية فيلسوف ليس إلا..!
عياد خالد الحربي ، twitter : ayyadq8q8
أضف تعليق