… لم يزل الصلح والتقارب مداده لم يجف ولم نكد نبلع ريقا حتى صحونا على نبأ جاسوس إيراني في مصر التي قالت سنبدأ صفحة جديدة وعفونا عن بني فارس ..وقلنا القوم إخوان,عسى الأيام أن ترجـع قوما كالذي كانوا,وفي الشر نجاة حين لا ينجيك إحسان,وبعض الحلم عند الجهل للذلة إذعان,وطلبنا عودة العلاقات المصرية الإيرانية المقطوعة منذ انطلاق ثورة الخوميني,ونادى المنادون :مصر وإيران إيد واحدة وغضضنا الطرف عن شتائم بالجملة وشوارع إيرانية تسب رئيسا مصريا حارب إسرائيل وانتصر عليها,وغنينا الصلح خير قم نتصالح,وما إن فتحنا بابا حتى عادت ريمة لعادتها القديمة ودخلت من الشباك ومن تحت عتبة الباب,مع أن الأبواب مشرعة والقلاع مفتوحة,فلماذا تبعثون جواسيس,والجواميس –يا رعاك الله- تدوس البذور وتهلكها ولو صبرت لطعمت من خيراتها,ولكن من به داء الحمق لا يشفى منه رغم أي دواء.
وصدر الخبر رسميا بأن السلطات المصرية طردت دبلوماسيا ايرانيا من العاملين في البعثة الايرانية بالقاهرة كانت قد اعتقلته بتهمة التجسس وأن الدبلوماسي العبيط، واسمه قاسم حسيني، تم استجوابه حول تهم تتعلق بتسريب تقارير استخبارتية الى طهران، و وجهت الى الدبلوماسي الايراني تهمة التجسس بنية ايذاء مصالح مصر..ثم خرج علينا وزير الخارجية الإيراني على أكبر صالحي ليقول نكتة للمصريين -أهل النكتة – ويبيع الماء في حارة السقائيين ويقسم بروح الإمام الخوميني وعمامة الإمام خامنئي أن المسألة ناجمة عن سوء تفاهم وقد حلت الآن..ما هي التي حلت حل الله وسطك وقد قصدت إيذاء مصر
جاسوس و التيوس-حماك الله- عقولها في بطونها ومقتلها في تطفلها,وجاسوس على من على مصر التي فتحت ذراعيها,,طيب سؤال: من تهمه معلومات عن المجلس الأعلى العسكري وتفاصيل عن الجيش المصري..لو وجهنا السؤال لطفل يلعب (عسكر وحرامية)لقال إسرائيل أو الولايات المتحدة وليست إيران بالطبع,فماذا ستستفيد إيران من معلومات كتلك أم أنها مجرد محطة لانتقال المعلومات لجهة أخرى تحاصر الفلسطينيين في غزة أو هي قد تساوم بمعلومات جمعتها وتغازل واشنطن,,اللعبة مكشوفة والنقلة على رقعة الشطرنج مفضوحة,وعروس التصالح قبل الفرح مذبوحة.
وهناك رأي آخر بناء على ما تسرب من جهات التحقيق بأن الجاسوس العبيط جمع معلومات عن القوى السياسية الناشئة في مصر,ولو صح ذلك فالسبب هو الالتفاف بعلاقات وتمويلات في حرفة يبرع بها الإيرانيون من أجل تكوين طابور خامس داخل مصر,مع أننا رددنا بعد الثورة:ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين مطمئنين إخوة من بلد يراه الكثيرون يمثل ثقلا استراتيجيا بالمنطقة,لكن هذا الثقل في الدم وثقيل الظل ولا يكاد ينسى نيته ببناء إمبراطورية صفوية وهو يدرك جيدا أن بمصر واحدة من أمنع القلاع في طريق تلك الإمبراطورية متمثلة في الأزهر الشريف بعلماء مخلصين يمتدون ألف سنة بالتاريخ.
وأؤكد لست ضد تحسين العلاقات وتطبيعها مع إيران ,لكنني فقط ضد محاولات تستغبي المصريين وتتسرب من تحت الباب كالفئران.
أضف تعليق