كنت انتهيت من الكتابة عن تصريح رئيس الوزراء الذي قال إن من خرج يوم جمعة الغضب لا يمثل الشارع الكويتي، لكن تطور الاحداث في جلسة الامس والسجال الذي دار علي خلفية تحويل الاستجواب المقدم للشيخ احمد الفهد الى اللجنة التشريعه للبت في دستوريته فرضت نفسها. فأعدت الكرة ماسحا ما كتبت علّي اعود اليه مرة أخرى في حال سماح الاخوة في سبر بالتطفل ومزاحمة الزملاء بيوم اخر .
في بداية التحرك السياسي العربي وامتداد ربيعه من تونس الى مصر وصولا الى ليبيا برزت مصطلحات جديدة استخدمت في الخطاب الرسمي بعد كلمات المندسيين والمؤامرة الخارجية التي اضطلع لاستخدامها العقيد الليبي معمر القذافي ومن ثم نجله سيف الاسلام بنبرة تحدي للثوار حيث وصفوهما بالجرذان والمقمليين وغيرها من الفاظ وصولا الي الكلمة الأبرز وهي ” طز ” حيث استنكر المحللون السياسييون آنذاك استخدام تلك المفردات في التعاطي الرسمي مع ما يدور من احداث وأرجعت حينها الى شخصية العقيد الليبي وطريقته الغربية في ادارة الامور واعتبروها بالتالي كلمات تنم عن شخصيته.
وفي أول موتمر صحفي للعقيد مع مجموعة من الشعب ( المواطنين ) الليبيبن وتفنيدا للموامرة الغربية تحدى الموجودون واشنطن ولندن بهتافات “طز مرة ثانية في أمريكا وبريطانيا”
الأمر وإن كان مختلفا لكن حال السجال غير المنتهي داخل البرلمان الكويتي ومن أكثر من طرف كأنه حوار الطرشان وقد ذكرني بأيام الدراسة حينما كان كل منا يتهدد الاخر بالقول “اطلع بالهدة وانا أعلمك شغل الله” ، هو ذاته ما حدث من استفزاز للوزير الفهد من كتلة العمل الوطني والصرعاوي.. اصعد المنصة واحنا نعلمك .
تلك المفردات وخاصة “راعي الحرشا” وهو لقب الفهد فاستبدله النائب مرزوق الغانم الى “راعي النحشة” ، ورد الوزير عليه بأن ” راعي النحشه هو من انحاش من ديوانية الحربش ” إنما هو دليل على تدني مستوى الخطاب البرلماني وهو ليس بأقل من وصمة العار السابقه التي انتهجها النواب الاشاوس في موقعة البرلمان . اليوم صدق النائب وليد الطبطبائي الذي يختلف معه، ذهابا وايابا وعلى طول الخط ، كثيرون. لكنهم اتفقوا معه بان هذا البرلمان “برلمان كوارث” والطلب الى سمو الأمير بحله والعودة إلى الشعب لاختيار ممثليهم وإن عادوا لن نعود بل سنقول كما يقول المثل ( خبز خبزتيه… ) …
لا أعلم لماذا لا يطبق رئيس مجلس الامة اللائحة الداخلية بدلا من الطلب من قريبه التزام الهدوء متعللا بأن الاستجواب لن يطير . عموما أنا لا اعتقد بنظرية المؤامرة ولكن موقف بعض النواب من استجواب الفهد وخاصة موقف النائب محمد هايف من جهه ، وموقف نواب الرئيس من جهة اخرى ، أثار الشكوك في نفسي بأن كل ما يحدث في البلد ليس حراكا سياسيا بل هو صراع نفوذ وقوة داخل الأسرة بعد موافقة رئيس الوزراء على صعود المنصة وتركه لابن عمه وأحد وزرائه يواجهان استجوابا طالما سن المستجوبون أنيابهم له فكان ماكان من تأجيل لاسبوعين لرئيس الوزراء واحالة الثاني الى التشريعية.
لطالما تردد بأن للحكومة كسلطه تنفيذيه الحق بالبحث عن مخارج لأزماتها وفق معطيات اللعبة السياسة لكن ما يضع علامات استفهام هو تصرفات ممثلي الشعب ومحاولات تدخلهم في السلطات التنفيذية وانخراطهم في اللعبة الحكومية وتخليهم عن موقعهم التشريعي ليكونوا أدوات في صراع الاسرة ووقودا لنار ستأكل بنيرانها الديمقرطية التي نتغنى بها لنعود بعد استماتتنا في الدفاع عنها لنكفر بها وننزل الى مستوى ألفاظهم وتصرفاتهم لنقول كما قال العقيد الليبي وابنه ” طز مرة رابعه في …. واللي يتابعه”.
عادل عيدان
أضف تعليق