أول ما نزل الوحي على نبينا محمد ان “إقرأ” كمفردة عامه لا تختص فقط بوقع النظر على ماهو مكتوب فهو النبي الأمي بل إن اللفظ أعم و أشمل فيأتي كإسمع و تفكر و تأمل و إعقل، كلها من أدوات “إقرأ” كي يصنع ذلك الخيط المتين بين الانسان كإستعداد ذهني و الواقع كحدث مرحلي هنا فقط نتمكن من الإستجابه و التعامل مع كل متغير لأننا قرأناه في إرهاصات تأملناها قبل أن تمليها الظروف وقبل أن تفاجئنا الحتوف أيضا، واسألوا آخر ضحايا “اللا إقرأ” اسالوا بن علي و مبارك و معمر ورفيقه بالعبط علي صالح، على أنهم كانوا قريبين من الحل لولا خطأ التعامل مع الوضع وهو خطأ حرفين فقط فبدلا من “إقرأ” تعاملوا بمفردة أخرى هي ” إقمع “و المعاجم ليست بتلك الرحمة فردت على خطاهم بشي منه ” إقلع” أو ليس الجزاء من جنس الجذر.
رغم ثرائها لا تزال اللغة عاجزة عن وصف خامس موبقات العرب بشار وهو على خطاهم و وبنفس القدر من الخطأ حرفين لا أكثر”إقتل” بدلا من إقرأ وعلى بشار أن ينتظر قليلا فاللغة عاجزة عن وصف الجرم لكنها لن تعجز عن الرد فالبيان وهو معجزة العرب لم يعد ظاهرة صوتية كما قيل سابقا.
والعلم في الكبر كالنقش على الحجر كما جاء المثل غير أن زمناً تشق فيه الجبال حتى تكادر تختفي من مكانها قد يقلل من حكمة هذا المثل ومنا لكبار “المنطقه” وهو يعانون من أمية في أبجدية شعوبهم قد تكلفهم الكثير إن لم يبدؤا بتعلمها الآن ، ولم يعد مجديا التظاهر بأن الشعوب مطمئنة أو أنها لاتكتب شيئا يستحق القراءة منهم، فلن تعدم الشعوب فصاحة على طريقة شاعرها “وأسمعت كلماتي من به صمم”. و يحكى في هذا المقام عن أعرابي مرَّ بموكب أحد الملوك فقام فألقى السلام على الملك ولكن الملك لم يرد عليه فصاح الأعرابي…”أيها الملك إنك لست أعظم من سليمان وإني لست أصغر من النملة و قد كلم سليمان النملة فكلمني.. أيها الملك كلمني..”
خالد الجعفري
twitter@khaledalgaafry
أضف تعليق