قادت المواطنة السعودية منال الشريف ( السيارة ) في منطقة الخبر فقامت قيامة دولة السعودية، ولم يهدأ للسلطات والمحافظات والضواحي بال في الأيام القليلة الماضية، وكانت حديث المنطقة برمتها، كونها خرقت العادات والتقاليد المتعارف عليها داخلياً، وكونها خرقت أنظمة المرور من وزارة الداخلية السعودية، وكونها (امرأة ) ولا يحق للمرأة السعودية إلا أن تُشمّر عن ساعديها وتطهو المندي وأن تقوم بغسل الآنية والأواني، وغيرها من الواجبات التي تقوم بها إحدى الخادمات من الجنسية الهندية (وللأسف) لدينا في دولة الكويت، فإن فرغت من واجباتها المنزلية حتى تتجه إلى مجالسة الأبناء وتربيتهم، وتراجع لهم كتاب الله وأحاديث رسوله الكريم.
وكان لسان حال النسبة الكبرى من الشعب السعودي رجالا و نساء إبداء امتعاضهم الشديد مما قامت به هذه الخارقة للعادة وهذه العاصية، وكأنها إحدى الداعيات إلى الفجور!.
فلم يُجبل الشعب السعودي المؤدلج أن يُبدي رأيه بمسألة محرّمة شرعاً وقانوناً وسلطة ً أيضاً، فيطأطئون رؤوسهم لأي أمر وقانون نزل لهم من سماء السلطة، ويأبون ويهابون المناقشة بأمور دينهم المفروضة عليهم من متديني السلطة بأمر السلطة، وأمور دنياهم المنبثقة من الدين (كما يدّعون) وكما رُبُّو على ذلك فصدّقوه وسوّقوا له حتى تم تصديره للخارج تحت مسمى (ليمت الجميع بغيظه، نحن المملكة، أرض الوحي، نطبّق ما تنزّل علينا آية آية، حديثا حديثا!).
أنا لا أدعو إلى الانقلاب ولا اُسوّق للعصيان، أبداً، أنا اُبدي امتعاضي لما حدث لمنال الشريف السيدة السعودية التي قادت السيارة فظهرت عنها الإشاعات المغرضة، وقيل عنها مدعومة من أمريكا (يا سلاااام)، وسيتم دعمها من قبل قنوات البي بي سي، والسي ان ان، وقيل عنها كل قولٍ فاحش و منكر، وتم عمل برواز من نار بجانب اسمها بأنها (شيعية) وتحمل الفكر “الضال”، وكأن أبناء الطائفة السنية لا يخرج منهم إلا كل ذِكرٍ حَسَن ويولدون أحرار ومن ثم إلى جنات الخلد (طوالي)، وبالمقابل لا يحق للطائفة الشيعية العيش في أراضي المملكة العربية السعودية ولا تنفس هواءها السُني ولا الأكل من خيراتها ولا أن يُطالبوا بحقوقهم الإنسانية!.
أنا اُبدي تعاطفي مع كل شاب ومع كل فتاة ضاقوا ذرعاً من ممارسات التضييق، وممارسات الاعتقال تحت بند إبداء رأيهم، وأنا متعاطف مع كل امرأة تود قيادة المركبة وتشعر بمساواتها مع بنات جنسها بالعالم كله، فنحن الآن لم نعد مثل ذي قبل تحت وطأة الأب والأخ، وبمعنى آخر تحت وطأة الرجال، فللنساء متطلبات وحقوق يجب مراعاتها تحت ضوابط وقوانين تسير عليها تحت تصرف السلطة والجهات المعنية.
فلم يُساند منال الشريف في محنتها سوى قلة القلة بمحاولات خجولة تأبى الاعتقال وتؤيد ما فعلته منال الشريف، فتخلى عنها أقرب عضد وأمتن سند وهو والدها حينما قال للسلطات (معليش أخطأت منال، وهي صغيرة بالعمر، وسامحوها) وللعلم فإن عمر منال هو 34 سنة أي أنها انتهت من مرحلة سن الرشد ولا يُغرر بها كما يدعي والدها بأنها فتاة صغيرة وتم تحريضها، ولا أغفل مساندتها من قبل بعض الجمعيات النسائية وجمعية حقوق الإنسان السعودية، وبعض من نشطاء الرأي الحر في المملكة.
منال أخطأت بمخالفتها للأنظمة واللوائح والقوانين المرورية، وهذا ما عابها كتصرف، ولكن دوماً ما تكون الغاية تبرر الوسيلة، والاضطهاد يولد الانفجار والتهور، فيتوجب على كل من يُبدي امتعاضه أن يفكر قليلاً قبل أن يقدم على أمر لا تحمد عقباه!.
أخيراً:
الانفتاح المقنن والتقدم خطوات إلى الأمام، ربما يسبب الانزلاق !
Twitter : @ayyadq8q8
أضف تعليق