أما قبل :
إنّ السّلاحَ جَميعُ النّاسِ تَحْمِلُهُ
………………..وَلَيسَ كلُّ ذواتِ المِخْلَبِ السَّبُعُ
(المتنبي)
لهُ مجد (بابل) وهيبة (عشتار) وعذوبة (شّط العرب) وعراقة (العباسية) .. وفضيلة (يوتوبيا) وضياعُ (أطلانطس) وعُزلة (حكيم المعرة) .. ولهُ أحزان كنقوش (فرعونية) ..!!
التقيت به مُصادفة.. عادة لقاءاتي بالصدف تجرف بي لهاوية عذاب قلبي ! .. إلا هذا اللقاء كشف لي عن دجى ليال حالكة كوجه جهنم الأزلية .. استأذنت منه بالنشر فلم يَسمح لي حينها فلم آبه لطلبه.
إنه (عبد العزيز الشمري..أبومبارك) شاب بدون أو “مواطدون” برواية أخرى .. مُهندس كيميائي مُتخرج منذُ أربعة عشرة سنة ولا زال عاطلاً .. هذا لأن في بلدنا من يملك (شهادة الأحياء) لا يتسنى له (معيشة الأموات) ومسافة الألف ميل تبدأ بـ(بواسطة) .. والده شهيد في سبيل الوطن ..ولأن “الابن سـُر أبيه” .. قرروا بعض الذين يكون الضمير موظف محظوظ في أرواحهم .. أن يكون هو أيضاً “شهيد مع وقف التنفيذ” .. وعليه أن يكون عمره عمر نوح ويتحلى بصبر أيوب-عليهما السلام- حتى ينال بعضاً من حقوقه ..!!
سترَ ألم (جسده) بثياب (أحلامه) ..كأن رئته لا تتنفس نسمة بعد نسمة .. إنما تشهق غصة مردوفةً بغصة.. وكأن اليأس فقير مُتشرد أستوطن روحة المضجرة بالقنوط .. يتوسل الارتواء بدموعه حتى نبت على خديه أشجار “السدر الشائكة” مُلقى على قارعة الوطن كبضاعة مزجاة .. لقي طموحه مصرعه أثر جرعة زائدة من الأمل .. ولكنه ما زال راسخاً كشجرة أرز بيروتية ..!!
أدار مرة (الفانوس السحري) فطلب من المارد .. أن يُزيل عنه (القيد الأمني) فقال له المارد (تكفه شوف واحد يشيله عني وعنك .. أنا مسجليني علي جيش شعبي) !!
يا مُبارك كُن لأبيك باراً .. فلقد تجرع علقماً لترتوي بلسماً .. والتهم حنظلاً لتتذوق رطباً طيباً ..فرفقاً به إن بلغ عندك من الكبر عتياً ..!!
اختلقوا له جُرماً .. بأن اسمه كان (صدام) وهذا قبل الغزو الصدامي الغادر .. في تلك الأيام قبل أن ينكشف قبح وجه (صدام حسين) .. حين كانت تكتب له القصائد .. وتحتل صوره الأماكن العالية .. قبل أن يقدم على مغبة فعلته الهوجاء بغزو الكويت واحتلالها واغتصاب أرضها .. إن كان النبي الكريم قد غيرَ أسماء صحبه .. واسمُ المدينة المنورة بعد الإسلام .. أفلا يُعذر وهو لم يرتكب جريمة ونحن كُلنا كنا بجاهلية عن معدن ذلك الغازي الغادر !! .. وأي سُخف هذا الذي يُحاسب ويُجرم الناس على أسمائهم .. !!
بل إن صدامنا –سابقاً- عبد العزيز-حالياً- .. خيراً من ذلك البعثي الهالك .. الذي تعلم على أرض الوطن .. وأن من أسماه أفضى إلى ربه شهيداً من أجل الوطن .. صدام المجرم ذاك سفك دماءنا .. وصدامنا سٌفكَ دمه ودمعه من أجل الوطن .. ليخسأ صدام البعثي .. ويعزُ صدامنا وصادم العدى .. وعبد العزيز .. العزيز حالياً .. !!
أتمنى من السيدة فاطمة الأمير مدير مكتب الشهيد إن كان كذلك تعاملهم مع أبناء الشهداء .. أن تكتب على البطاقات التي توزعها لهم بيت شعر عبيد بن الأبرص (لأعرِفَنَّكَ بَعدَ المَوتِ تَندُبُني // وَفي حَياتِيَ ما زَوَّدتَني زادي) ..!!
صعكله :
الرجل المُتزوج .. إما أن تهنئه على (الترقية) أو تقرأ عليه (الرقية).
محمد خالد العجمي .. أو (أبوعسم سابقاً) في رواية أخرى
twitter:@abo3asam
أضف تعليق