” لقد جعلوا منّا طرفا في كل أزمه تنشىء في البلد فأصبحنا شرطة التموين، و شرطة الإعلام، و الأحزاب و أصبحنا شرطة لكل أزمه تصنعها سياسات النظام ” شكوى ضابط شرطه مصري لقناة الجزيرة، و يحيلنا هذا لشكوى أخرى في نفس البلد، و تحت نفس النظام حيث صرح المستشار أحمد مكي عضو مجلس القضاء الأعلى ” إن إستقلال القضاء في خطر وهو ما يشكل أزمه كبرى و مستحكمه في مصر ” وكان هذا التصريح قبل سنتين، وهو يقودنا لبداية الأزمه في أي نظام وهي إقحام أجهزه متخصصة ذات طابع مستقل في غير مهامها، و مواقعها مما يؤدي لفقدانها ” للعقيدة الوظيفيه ” التي أنشأت من أجلها وحيث لا عقيدة إذن لا إيمان ولا نظافه…فيتحول رجل الأمن إلى حارس شخصي و رجل القضاء إلى مجرد ” توقيع ” على أحكام معده مسبقا…” و قاضيان في النار… “..يا قرة عيني يا رسول الله ..لقد الحقوا الثالث بهما..!!.
الخطر الأكبر من هذا كله لا ينحصر في توزيع الظلم و الخوف و الكبت كثلاث وجبات رئيسيه يتناولها المواطن بإنتظام تحت أنظار النظام…الخطر الأكبر أن المواطن المتخم بهكذا و جبات لا يعني في النهايه سوى وطن هزيل و جائع للقيم الإنسانيه النبيله…هذه الأجهزة، وهي تطبق الظلم على الخارج يتوفر لديها من العدل ما يكفي لأن تطبق الظلم داخلها أيضا…فيحارب فيها المصلحين لأن الهواء الفاسد بداخلها لا تتحمله رئة الشرف و الأمانة…هذه الأجهزه بالذات..الأمن و القضاء…قد تكون كغابات الأمازون للمجتمع تعطيه ما يكفي من النقاء ليعيش بقلب سليم يقاوم عفن الرأس… و قد تصبح أيضا كالمصانع الفاشله تدمر البيئه من جهه…و تصنع ادوات الظلم من جهه اخرى.
كل هذا المشهد تختصر نهايته الناشطه المصريه نواره نجم بصرختها الشهيره ” مافيش خوف تاني…مافيش ظلم تاني”…يالله كم إختصرت المشهد…مافيش خوف ” من رجل الأمن “…مافيش ظلم ” من رجل القضاء “…لم يكن حسني مبارك مخيفا بشحمه و لحمه بل كانت الأجهزه الأمنية،و القضائية هي الوحش الذي سقط ليطلق تلك الصرخه.
الفساد في أي حكومه أمر مؤذي و غير مقبول، لكنه لا يخيف ما لم يصل إلى الأمن و القضاء…في إيطاليا حيت يتحدث الكل عن فساد رئيس الحكومه المتهم بدفع المال مقابل الجنس…برلسكوني نال “وطرا” من إحداهن فقط…ولم يسلطها على المجتمع…برلسكوني أمام القضاء و ليس فوقه ….و الأمن ينتظر كلمة القضاء ليحدد أين سينام رئيس الوزراء لأربع سنوات قادمة على الأقل…رئيس حكومه فاسد لكن أجهزة الدولة ليست كذلك…ولم يستطع رئيس الحكومه أن ينال منها ” لا وطرا و لا حتى قبله ” بل على العكس ربما هي التي ستفعل ذلك، و تتعهد أن الأمر سيكون مؤلما لبرلسكوني…معلش يا ريس كما تدين تدان…قيلت لنا…فتركناها لكم…برلسكوني الذي توعد القضاه الذين يجرون التحقيقات بسن تشريعات تعاقبهم، فرد عليه رئيس القضاه بأن هذا التصريح غير مقبول، وهو يشكل تهمه جديده “للفحل الإيطالي” عاشت إيطاليا.
محامين و إعلام برلسكوني من جهتهم نفوا التهمه…لكن لم يخرج أحدهم ليصرح بأنها ” فلوسه و كيفه “!!!…إركب الطائره ست ساعات بإتجاه الشرق و توقف عند أبراج ليست مائله كبرج بيزا…هناك قل ما تشاء…و أدفع لمن تشاء…إدفع باللتي هي ” أنوط ” فإذا الذي بينك و بينه ” رقابه ” كأنه ” عليَ ” حميم…علي العمير حقا آيه…هناك ماعدا الأبراج أصبح كل شيء ” مائل “…في ايطاليا من حق الأبراج أن تميل و تعوَج….اما رئيس الوزراء فعند أول ميل فيه سيقال له : ” اما أنت فوالله لنحملنك على الجاده شئت أم أبيت “…أوصانا بهذا عمر…فتركناها للطليان أيضا….كرماء نحن…خير امة أخرجت للناس…محسودين…ولذلك أقم لنا مأتما و عويلا…فقد عاد نهج الملاحقات السياسيه…و ” ميلي عليَ ميلي يا ام البناميرا النيلي “…إتركوا القضاء لحاله …تعلموا من الفساد الإيطالي أن يظل في حدود المعقول و أن الأخطاء ايضا يجب أن تكون انيقه ولا تتمشى بين الناس وهي ترفع الألسن المقطوعه..تعلموا كيف تميلون كحكومه ….بدون أن يسقط الوطن…تعلموا بعض الأناقه.
أضف تعليق