لا شك أن الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك مريض الآن
.. والرئيس الليبي معمر القذافي مريض
.. والرئيس اليمني علي عبد الله صالح مريض
.. والرئيس السوري بشار الأسد مريض
.. فالرئيس المصري المخلوع حسني مبارك يقيم في مستشفى شرم الشيخ وفي العناية المركزة معظم الوقت وهذا ما يمنع السلطات من نقله إلى القاهرة ووضعه في السجن “احتياطا” مع نجليه علاء وجمال تمهيدا لمحاكمتهم التي حددت لها يوم 3 أغسطس القادم لاتهام مبارك بقتل المتظاهرين في ثورة 25 يناير العظيمة وقضايا فساد وإهدار أموال .. تذهب إليه كل فترة في محبسه “المؤقت” في المستشفى لجنة طبية لتحديد حالته الصحية وإمكانية نقله إلى السجن في العاصمة القاهرة لتقل في النهاية تلك اللجان أنه مريض ولا يمكن نقله حتى الآن .. ويدافع محاميه وبعض مؤيديه عن مرضه.
بل إن “مبارك” يعترف بمرضه الآن وهو أمر لم يكن يعترف به من قبل .. كانوا دائما يقول مبارك وحوارييه أن الرئيس في صحة جيدة بل إنه كان مصرا على حكم البلاد حتى آخر نفس طالما قلبه ينبض، هكذا قال في خطاب على الملأ لكن جاءت ثورة 25 يناير العظيمة لتجبره على التنحي والذهاب إلى شرم الشيخ في منفى هو الذي اختاره .. لتطاله الاتهامات بعد ذلك ويجري التحقيق معه ويصدر قرارا بحبسه من النائب العام ومن ثم إحالته إلى المحكمة.
.. لقد كان ممنوعا على المصريين من قبل الحديث عن مرض الرئيس ولم يعرف المصريون حقيقة مرض الرئيس.. لقد كان مبارك مريضا بالعناد .. ونقل هذا المرض إلى أفراد نظامه وعائلته.
.. فقد كان من الصعب تداول مرض مبارك حتى عندما اضطر إلى إعلان مرضه بأنه مصاب في إحدى فقرات الظهر وسافر إلى ألمانيا عام 2004 .. وكان قبل ذلك قد ترنح وسقط في مجلس الشعب وأصيب بإغماءة اضطرته إلى وقف خطابه في افتتاح الدورة البرلمانية لمدة 45 لعلاجه ليعود بعدها إلى تكملة خطابه بشكل مختصر.
.. ومع هذا استمر غموض مرضه ومنع الحديث مرارا وتكرارا عن ذلك حتى إنه عندما كتب الزميل إبراهيم عيسى عن حالته الصحية تم إحالته إلى المحكمة وصدر حكما قضائيا بحبسه.
ومع هذا سافر مبارك مرة أخرى إلى العلاج العام الماضي ولم يذكروا أيضا حقيقة مرضه فكانت التسريبات عن سرطان الإثنى عشر أو البنكرياس في حين خرج وزير الصحة وقتئذ ليقول أنها زوائد لحمية حميدة تم إزالتها في الإنثى عشر ومع هذا ظلوا يقولون أن صحته جيدة وزي البمب!.
.. في الأيام الأخيرة من ثورة 25 يناير كان مبارك يتحدث مع زواره عن تاريخه الشخصي ودوره في حرب أكتوبر مع الرئيس أنور السادات وكذلك الموقف أثناء نكسة 67 ولم يتطرق إلى ما يحدث في شوارع وميادين مصر من خروج الملايين لتطالب بإسقاطه وإسقاط نظامه.
.. رجل كان يعيش في عالم آخر
.. من الآخر زي ما بيقولوا أهل الطب .. عنده زهايمر
.. ومع كل ذلك كان يصر على البقاء في الحكم حتى آخر نفس وتوريثه من بعده لابنه جمال
.. فقد كان مريضا بالسلطة
.. هذا الامر ينطبق تماما على الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي
وكذلك.. مع الرئيس الليبي معمر القذافي فهو رئيس مريض .. مريض بالجنون
فهذا الرئيس أعلن أنه ليس رئيسا وإنما هو زعيم شعبي “يحتل الشعب الليبي 42 عاما” ويحارب شعبه بالمرتزقة والصواريخ والدبابات من بيت لبيت ومن زنقة إلى زنقة .. لا يريد التنازل عن السلطة هو وأبناءه.
.. الأمر كذلك مع الرئيس اليمني علي عبد الله صالح فهو مريض قبل إصابته داخل القصر الرئاسي في الجمعة الماضية وذهابه إلى السعودية للعلاج .. فهو يحارب شعبه ويرفض التنازل عن السلطة التي احتلها قبل 32 عاما وهو الذي كان يعد ابنه لخلافته
.. ولا يختلف الأمر كثيرا مع الرئيس الدكتور بشار الأسد الذي ورث الحكم عن أبيه منذ عشر سنوات وأصبحت سوريا عزبة خاصة لعائلة الأسد .. ومن ثم استغرب من ثورة الشعب السوري عليه ولم يفعل شيئا سوى مواجهة مطالبة الشعب بإسقاط النظام .. سوى مواجهة الشعب الأعزل بالدبابات والعسكر.
.. أليس هؤلاء مرضى يجب عزلهم الآن وليس غدا؟
اللهم نجنا من حكامنا المرضى .. قولي آمين
إبراهيم منصور
كاتب وصحفي مصري
ورئيس التحرير التنفيذي لموقع الدستور الأصلي
أضف تعليق