جلس تونسي وليبي ومصري وسوري يتشاركون شجون الثورات ,وتعجب التونسي كيف أن رئيسه بعد ثلاثة وعشرين عاما فاق ذات صباح ليقول لهم :فهمتكم ..فهمتكم هكذا بعد أكثر من عقدين,فضحك الليبي وقال: ولما العجب القذافي بعد ثلاثة وأربعين عاما من حبوب السلطة والقمع والهلوسة,استيقظ ليلة فامتطى التوك توك وصرخ فينا :من أنتم ..من أنتم,وكأنه –هد الله قواه وملأ بالمرارة فاه- زود الجرعة أو أن صنف الحشيش كان مضروبا بالحناء,و قلت كمصري بل سبقناكم جميعا برئيسنا محمد سعد –اللمبي سابقا- وجملته المشهورة : (إنت مين ياد), ولم يعلق السوري المشغول بدفن شهدائه,والندب على فنانينه الذين يرون بشارا بطلا,والردم على نصر الله الذي يرى بشارا ممانعا وسوريا بحكمه دولة ممانعة وعصية على إسرائيل ,والكذب ملء الفم ولا فرق بين روح الله ونصر الله وشعب الله المختار-أقصد طبعا أشخاصا لا ذات الرب العلية سبحانه-
و القذافي أذكى من زين العابدين ومن مبارك,و بشار أذكى من الثلاثة الذين حكموا مجتمعين أكثر من مائة سنة… فزين العابدين أخذها من أقصرها و ولى وجهه شطر السعودية مستجيرا من الخضراء بالصحراء, ومبارك ظل حتى هذه اللحظة يقدم عناده على كل شيء,ولم يصدق أن المسألة جد,وأن التجمعات لن تفرقها هراوات الأمن المركزي,وأن أقرب حلفائك خانوك يا ريتشارد-على رأي الفنان حمدي غيث-بينما القذافي قال:(إديها صلصلة جتتي مش خالصة)وسأشعلها نارا و أقسمها أمتارا ,وهكذا نجح حتى الآن في الصمود الخسيس.
أما الداهية ابن الداهية والمصيب ابن المصيبة الساكن شام أمية والعروبة وقلعة الضاد,تعلم من الدروس وساعده جيش لما لم يرى إسرائيل على الحدود قرر أن يستخدم مدافعه باتجاه شعبه,ورحم الله أمل دنقل حينما تحدث عن بعض الجيوش العربية المزيفة:”قلت لكم مرارا,إن الجنود القلت لكم مرارا/إن الطوابير التي تمرفي عيد الفطر والجلاء/ فتهتف النساء في النوافذ انبهارا/لا تصنع إنتصارا/إن المدافع التي تصطف على الحدود في الصحارى/لا تطلق النيران . . إلا حين تستدير للوراء/إن الرصاصة التي ندفع فيها ثمن الكسوة والدواء/ لا تقتل الأعداء/لكنها تقتلنا إذا رفعنا صوتنا جهارا/تقتلنا وتقتل الصغارا”
وأكتب هذه الخواطر بينما تعداد الضحايا الشهداء في سوريا تعدى ثمانية آلاف ولم يزل الجيش السوري صامدا مستبسلا مخلصا شريفا في عهده للسفاح بشار,وبينما الضحايا في ليبيا قاربوا العشرين ألفا ولم يزل بعض الصحفيين يستمسكون بعروة نفط القذافي وبحائط مبكى دولاراته,ويصرخ أحد مصطفييهم:نحن ضد تقسيم ليبيا,ومن قال لك يا مرتشي إن ليبيا ستقسم,ولو ذلك كذلك فما المشكلة حقنا لدماء الأبرياء,ثم ماذا قدمت الجماهيرية العظمى للعرب ,ونقول في حوارينا”اللي خدته القرعة تاخده أم الشعور”يعني المعرس-بلغة إخوتنا الخليجيين لا بظن المصريين-عديم الفائدة عشنق إن نطق الشعب يطلق,ويعلق,و الناس على حد السنان المذلق,وقاتل الله جيوش العرب و حرم رجالها من الفياجرا إذا طلبوها,إن هي أطلقت رصاصة باتجاه شعوبها.
أضف تعليق