دشن محامي الحريات عبدالله الأحمد عهده الصحفي بمقالة كتبها في الصفحة الأخيرة في جريدة الكويتية، بعد أن تعاقدت الجريدة مع مكتبه للمحاماة.. ولأن “الجوابات تُقرأ من عناوينها”، فقد عرف الناس خط الجريدة وتوجهها منذ قرأوا خبر تعاقدها مع محامي الحريات.
عبدالله الأحمد كان وما يزال يضرب أروع المثل في تصديه للدفاع عن الحريات من دون مقابل إلا حب هذا الوطن وعشق الكلمة الحرة، في الوقت الذي يفخر غيره برفع الدعاوى القضائية على زملائه الكتاب في سبيل الحصول على الأموال والتقرب من البلاط..
لكن المفارقة ستتشكل في حال تحول عبد الله الأحمد من محامٍ إلى متهم على خلفية مقالاته التي لن تكون بلا أنياب ولا مخالب.
عبدالله الأحمد
وطني النفط
قطعة تمتد على رقعة من الأرض لموقع ما على الخريطة، عبارة عن تجمع لحبيبات من الرمال، شكلت فيما بينها صحراء تتربع فوق برميل من النفط، ما إن تفتح الصنبور حتى تنهال عليك رزم من النقد الصافي الذي يعرفه أهل الاختصاص بعلامة ($)، هكذا ينظر الأعمى إلى وطني!
أما البصير فهو يملك قطعتين متجاورتين بمساحتين واسعتين في موقع مميز من أعلى الرأس تطل شرفتاهما مباشرة على أرض الوطن، بالإضافة للإطلالة مباشرة على الأحداث.
والفرق بين الأعمى والبصير يكمن في النظر للأرض والإشارات الصادرة بعد الرؤية، فالبصير يرسل إشارات النظر للدماغ فيدرك مدى ارتباطه بها لتزهو بعينه فتنشأ عنده رابطة علاقة المواطنة الحقيقية، وهي علاقة “مشروعة” يترتب على إثرها العمل والبناء واستثمار عوائد الدخل والتخطيط للمستقبل والتعاون مع بني وطنه، أما الأعمى فتتعطل لديه أجهزة الإرسال فيستبدل بها خدمة الرسائل القصيرة (sms) يبعثها إلى اللسان، ويسيل على إثرها اللعاب ويلهث بخطوات مكشوفة خلف خطوط الإنتاج من تنقيب وإنتاج، مروراً بالتكرير وانتهاءً بالتهريب!
وأقول “التهريب” لأن التصدير مصطلح أكل عليه الدهر وشرب، وأتنبأ مستنبطا من القاموس، على اعتبار أننا محترفو استيراد، وما أخبرتنا به الصحف في الأسبوع الماضي خير دليل على ما ذكرت.
هذا وسيبقى الحال على ما هو عليه، والسبب يعود لأن الأعمى في هذه الأرض يملك أيادي طويلة تطال مركز اتخاذ القرار فيسيطر عليه ويتحكم به، أما البصير فلا حول له ولا قوة، لأنه مبعد عن تلك الدائرة قسرا أو كما قال المثل (إيده قصيرة)!
ملاحظة: العمى عمى البصيرة
أضف تعليق