عما يحدث في سوريا، ما الذي يمكن قوله؟.
لا شيء….و أترك الأوراق بيضاء تحكي عن “سود” وقائعنا، أو تمثل قول نزار “و الصمت في حرم الجمال..جمال”، فالشام تعذرنا، ونزار ينصحنا، وها هو سعيد عقل لا يضع للكلمات أي قيمة: “شام يا ابنة ماض حاضر، كأنك السيف مجد القول يختصر”، أبعد هذا قول!!.
إذن ما الذي يمكن عمله؟
منا نحن؟!!..لاشيء إطلاقا، ولا تردد أمامي أن “ما لا يدرك كله لا يترك جله”، قد كان هذا قبل يومين ممكنا، أما بعد أن منح اردوغان الجنسية التركية لطفله سورية فقدت والديها، وأسماها زينب، فلم يعد مجديا “نوح باك أو ترنم شاد”، على قول صاحب المعرة..لقد فقدنا أسماء بناتنا، ولم يعد هناك عذر لنا، أو “عذرية “.. المجد للترك، فبنت العم أصبر، و الغريبة أنجب، وما قارع الأبطال كابن الأعجمية على رأي ابن خلدون المجد والفعل للترك مرة أخرى.. والآن يجب ألا تخجل من نفسك، ووجه سؤالك الحقيقي في نفسك.
حسنا ..ما الذي يمكن ستره في تاريخنا هذه الأيام؟.
“الآن خفف الله عنكم، وعلم أن فيكم ضعفا”. الآن تحدث بما شئت. لا تثريب عليكم، فنحن بالعروبة اليوم أحفاد لإسلام الطلقاء بالأمس. نحن أبناء صافرة النهاية. موعدنا دائما بعد انتهاء المباراة. اكتب ما شئت، فقط لا تذكر قول شوقي “ودمعا لا يكفكف يا دمشق”. اجعلها أكثر عصريه..”و حبرا لا يكفكف يا دمشق”. هذا أصدق. هذا أكثر حبرا، وسوادا.
وكل ما يحدث من كتابة هذه الأيام هو أننا نستعير “ورقة توت” لنكتب عليها معاني الستر، والحياء، وننسى أن كل ورقة توت نكتب عليها. نحن بأمس الحاجة إلى أن نبقيها مكانها حيث هي تستر شيء ما. حقا إن الكتابة هذه الأيام ليست أكثر من ” فعل الغرور”. حقا فعل غرور، فأي كلمة صادقة يمكن أن تظهر في حضرة “الضمير الغائب” لوجه طل الملوحي.
كنت أنوي الحديث عن الدعوة المقدمة لجعل هذه الجمعة يوما لسوريا في كل العالم الإسلامي. هل من كلمة لك بعد أن أخجلت بناني؟.
نحن أكثر حاجة لهذا اليوم من سوريا، حتى وإن حملت الجمعة اسمها. سوريا انتصرت بدمائها على نظامها البائس. سوريا أغناها الله، وما هي إلا غمرات و ينجلينا. نحن أيضا يجب أن تقودنا سوريا الجمعة القادمة للنصر، إذا جاءت بحجم الإسلام، وبقوة إيمانه، فهي رسالة إلى العنوان الصحيح. إلى الداخل العربي. إلى عودة النبض الإنساني في الضمير العربي. لا أن تظل طل الملوحي في سجنها هناك، ثم نتخيل نحن أن “ورقة التوت” لا تزال هنا.
twitter@khaledalgaafry
أضف تعليق