كتاب سبر

أشياء !

أنت كمن يحمل كأس ماء بيده ويسير بسرعة كبيرة، بل ويركض أحيانا أخرى..

هناك من يضع العراقيل في طريقك، ومن يرمي عليك الأحجار، ِتحديدا من فوق الشجرة التي استوطنها!، آخرون يجرونك إلى أزقتهم  الضيقة، بعض الأشياء لا تعيش في النور، العداء الذي بينها وبين السلامة والسواء مُحكم..

وأنت، رغم الصعوبات والتحديات التي تستفز اتزانك ووعيك، ورغبتك وقدرتك على سحق الصغائر من الأمور لو توقفت عندها، لا تفعل، وتسير..!

تحمل مشروعك الصغير وتسير.

كل صاحب مشروع في هذه الحياة يعيش بشكل أو آخر هذه الحالة، تغتمّ روحه بـ آلاف الكوابيس المزعجة، لكنه يسعى وبهمة عالية لقطع هذا الطريق الطويل، بـ صعوباته وعقباته وإحباطاته الصغيرة والكبيرة، يوجه بصره بحدة ودقة نحو تلك الأضواء المشعة في آخر هذا النفق المعتم، ويمنّي نفسه بالخلاص، والخلاص ليس نهاية النفق على كل حال، مسيرك بذاته خلاص، فـ استمر..

صاحب المشروع الاقتصادي

صاحب المشروع التعليمي

صاحب المشروع الفكري

صاحب المشروع العائلي

صاحب الحرية

صاحب شعار تنظيف الحياة من “الشعبطة”

صاحب الدكانة الصغيرة

صاحب التعب

صاحب اللاشيء أحيانا..

أصحابٌ كثر يخوضون هذا الصراع اليومي المتعب واللذيذ لو انتبهنا، وقد جاء الربيع العربي لـ يوقظ المشاريع النائمة، والأحلام الضائعة، استيقظت الميادين والمدن والشوارع والمساجد، واستيقظت اللهفة في قلوب المحرومين في عالمنا العربي، التواقين لـ حياة أفضل، وبلدان أقوى وأعدل، وحرية أشمل وأكثر انضباطا!.

وفي عهد اليقظة العربية، استيقظت النقاشات وحالات الجدال التي لا تنتهي، وليس النقاش مفيدا في كل الأحوال، يمكن لأحد ما في هذا الفضاء المفتوح أن يختطف الأشياء ويجري سريعا، يجري حول الجميع في “بهلوانيةٍ” لا تنتهي، هناك ألف خيط وخيط للأحداث والقضايا ولا تريد أن تعيش في متاهة التقاطها، لا ترهق نفسك، لا تعرض الحق الذي تؤمن به على من لا يريده، خذ نفسا عميقا، وواصل مسيرك، فقط، حاول أن تحافظ على الماء الذي بيدك، والنور الذي يسكن في عينك!.

وكما في السياسة خرائط للطريق في كل معضلة، كثير منها يقود لاتجاه واحد يرسمه صاحب الاتجاهات، حدد خارطتك الشخصية، ارسم ملامحها في خيالك، لا تستطيع قوة في الأرض أن تنتهك خيالك أو تعبث فيه، ولا يستطيع كائن من كان أن يفك شفراتك السرية، أن يقتحم وعيك، الدخول إلى قلبك، سواء كان فوق الشجرة أو تحتها، وحدك تملك أسرار هذا الطريق الخاص بك، ووحدك تملك قرار المضي فيه، وكما تفعل دائما وبمشقة، حافظ على اتزانك الروحي، توحد مع ذاتك التي تسكن داخلك، ومع الذوات التي اتحدت معها، وأكمل المسير..!

هذا ليس شيء..

هذه أشياء تريد أن تسير فقط !

 @alialdafiri

 

أضف تعليق

أضغط هنا لإضافة تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.