كتاب سبر

زمن أبوعدي !

أما قبل:


فَحَقٌّ ضَائِعٌ وحِمًى مُبَاحٌ 


…………… وَسَيْفٌ قَاطِعٌ وَدَمٌ صَبِيبُ


(المتنبي)


يااااهٍ يااااه .. كم أتمنى إنك لم تـُعدم، وما زلت على عرش حُكمك.. في هذه الأيام التي تشعر بها الأوطان بالقرف فتـُدلي رأسها بمغسلة المنفى وتتقيأ حاكماً، مُتواجداً في عهد (ثوار الفيسبوك) الذين وضعوا على أبواب العواصم العربية للسُياح لوح كتب عليه (الوطن مـُغلق للصيانة.. قريباً لافتتاح والفتح!)، ألا ليتك مُعاصر لزمن واثق الخطوة يمشي “شعباً” لا ملكاً.. فشهداء الحرية بالعراق متشوقة أنوفهم لغازات الكيماوي؛ لتصبح أسلحتك كمثل الفأس المُعلق بعنق الصنم الأكبر!!.


أعلم إنك تتمنى لو كان حال الذكريات كحال معارض في بلد عربي! ولكن هل تذكر حين كنت تظن أننا أناساً صِفتها مثل اسم أرملتك (ساجدة) فخاب ظنك.. كانت أحوالنا معك يُجسدها المعري قائلاً (فيسْمعُ منّيَ سجْعَ الحَمامِ/وأسمَعُ منهُ زئيرَ الأسد) واليوم أخذ دورك أحمدي نِجَاد!!.


بغزوك لنا تساقطت كُل مواد الدستور، ولم يبقَ إلا مادة واحدة (الأمة مصدر السلطات) فكانت مثل “عجب الذنب” التي أعادة تشكيل رميم كل جسد الدستور، وعندما خرّ “سور” الطوب أمام جحافل جيشك الغازي، صمدت بوجهه صدور الشعب، وكان الكُل يحمل في صدره “سوراً” عتيداً للكويت، يتلقون به الرُصاص، بدواً وحضارةَ وشيوخاً، كالجسد الواحد إذا اشتكى منه “شيعياً” تداعى له سائر “السنة” بالسهر والحمى.. بالمناسبة هل صحيح أن شهداء البدون قتلوا بالصدفة، كما تزعم عنصرية من بلدي؟ وفعلاَ البدون.. بقايا البعث، كما يزعم وزير عنصري آخر؟


أنت نهبت نفطنا ووليت الأدبار وأكفونا شرّك فلم تستطيع تفريقنا، غيرك سرق أطنان النفط وعاث بوحدتنا تمزيقاً، وجندك ملأ أرضنا بالمقابر الجماعية، لكن مليشيات إعلامنا سوف تجعل الوطن كله مقبرة بمساحة 17,818 كيلومتر مربع، زنازين سجونك فاضت بأسرانا الذين لا يجمعهم إلا حب الوطن حملوا من أجله السلاح، وعنابرنا أدخل إليها مُتهمون لا يجمعهم أيضاً إلا حب الوطن، وحملوا من أجله القلم والمكرفون، ألغامك التي (زرعتها) في أراضينا بترت أشلاءنا، والعنصرية التي (زرعها) البعض منا بترت أشلاء الوطن، كما يقول الزمخشري (مَنْ زَرَعَ الْإِحَنَ..حَصَدَ الْمِحَنَ*)!!.


يا (من ولدتك أمك معتذرة) على رأي إبراهيم ناجي .. سهلٌ علينا أن نتحرر من دباباتك وعتادك، ولكن ما أحوجنا اليوم أن نتحرر من إعلام حمالة الحطب، والأصوات الطائفية والكراهية في المجتمع، فيكون أبناء هذا الوطن مثل (قطبي المغناطيس) إن اختلفوا اجتمعوا رغم اختلافهم !!


يبدو إني أطلت عليك يا طاغية بغداد، ولا أريد أن أعاني كثيراً من نتانة رائحتك فمغسلة الموتى لا تغسل “الأرواح”.. ولا فائدة من نقاشك فقد ولى زمن الذعر من “أبوعدي” و زمن التخوف من “أبوقصي”.. وأصبحنا بزمن أجهل “عدوي”.. و”أقصي” أخي .. ألا ليتنا نتعظ من بيت البحتري (أما العُداةُ فقدْ أَرَوْك نفوسهُمْ /فاقصد بسوء ظنونك الإخْوانا)!!.


قبل أن ترحل إلى ديدان القبر .. أود أن أسألك كونك أحد مُرتدي الأكفان، هل صحيح كما يُقال “ليس للكفن جيوب”؟ لأني أعرف كفن بهِ جيب ويحمل “الدستور” !!.


***


الزمخشري: أحد أئمة المُعتزلة/ الإحن:حمل الحقد بالصدور.


صعلكة:


أجساد.. الحشرات خالية من (العِظام) .. لذلك (تتسلق)


أرواح .. المنافقين خالية من (العَظمة) .. لذلك ( تتسلق) !!


محمد خالد


twitter:@abo3asam


[email protected]


 

أضف تعليق

أضغط هنا لإضافة تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.