كتاب سبر

التم الفاسد على المفسد!

أستمر في حديث “تغيير النفس”

لكنني هذه المرة أبتعد قليلا لتتضح الصورة أكثر

………….

(ماينسينا الخطا حب الخشوم – وما يطهرك المطر 20 عام)

بيت ملىء بالمعاني لخالد الفيصل…

والذي يغسله المطر عشرين عاما متتابعة ثم لا يطهر،.. بالتأكيد أنه نجس في الأصل وأن النجاسة ليست طارئة عليه… فهناك فرق بين النجس والمتنجس..

فلو أننا وضعنا خنزيرا تحت صنبور ماء شهرا كاملا واستخدمنا له كل انواع المطهرات من صابون وديتول وفركناه برمل وصابون مغربي  … سيظل الخنزير نجسا، لأنه نجس بذاته..

وهذا الحكم ينطبق على (الفاسد.. والمفسد).

فالفاسد قد يكون أي أحد منا، في لحظة ما يتصرف بشكل سيء فيجرح كرامة نفسه او نزاهته او ايمانه، مصداقا  لقول المصطفى عليه السلام.. (لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن، ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن، ولايشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن). وفي رواية: والتوبة معروضة بعد. 

(قال النووي: أي لا يفعل هذه المعاصي وهو كامل الإيمان، وهذا من الألفاظ التي تطلق على نفي الشيء ويراد نفي كماله… كما يقال: لا علم إلا ما نفع، ولا مال إلا الإبل، ولا عيش إلا عيش الآخرة(.

أما المفسد فله حكاية أخرى…

هو انسان لا يحب فعل الخبيث فحسب… بل يحب أن يشيعه في الناس..

يهتم كثيرا بنشر الفساد، ويدافع عنه، ويهاجم الأشراف والعلماء والنبلاء ويطعن في الغافلات، ويشكك في الأعراض والأنساب… قد يدعي، وقد يقول الحقيقة، اذا رأى خيرا كتمه، وإذا رأى سوءا أذاعه.

يوظف أمواله لمحاربة الفضيلة… كأن يفتح قناة مثلا مخصصة للخلاعة التامة… مع شريط رسائل في اسفل الشاشة خاص للتعارف، ولا مانع من برنامج ديني لذر الرماد في العيون…

بضاعة قناته هو اللحم بهيج المنظر لكنه فاسد… لحم مكشوف للجميع، لحم برّاق وجذاب، يبدي اشياء ويخفي اشياء، ويدع اجزاء مواربة تراها ولا تراها..هي عارية وهي كاسية في الوقت ذاته… منطقة “مصرصرة” ومنطقة متدلية ومنطقة تقول: ها أنا ذي.

والمصورون عرفوا اللعبة… (أديري لي ظهرك… وطالعيني بوجهك)… صورة للخلف والأمام معا، وكلٌّ يأخذ نصيبه!.. أحلى صورة؟

بالعكس… هي صورة قذرة… مقدَّمة بشكل جميل، مثل قطعة كيك رائعة مكشوفة للذباب والجراثيم.

وهناك قناة (توسعت فأصبحت قنوات) مخصصة للجراثيم… رغم أنك عندما تطالعها تتحداك أن تغمض عينيك، لأنها تخاطب “حيوانيتك”

تسفز مناطق الشهوة فيك… بضاعتها “جاتوه” خاص لجمع الجراثيم، تراه مثلما يراه آلاف غيرك، بضاعة المنحرفين الضالين، خريجات المشاكل الاجتماعية وسهر الليل الطويل..

في سورة النور: (إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة)

منها مثل قناة يدلعها اصحابها باسم “رورو”

من فيكم يجرؤ أن يطالعها أمام اولاده… ؟ امام فتاة صغيرة مراهقة؟

هل يمكن ان تكون انسانا سليم القلب صحيح النوايا وتفتح على فيديو كليبات غزيرة الإباحية جذابة الشكل فجة العري كما نرى؟

صاحب هذه القناة عجيب غريب… أصدر عن نفسه كتابا يسرد فيه ذكرياته يبين فيه كيف استغل منصبه ومسماه الملكي كي يحصل على الأموال والمناقصات..

في الكتاب نشر صور والدته في الخارج.. لكنه ألغى الصور من الطبعة التي توزع في بلده

في الكتاب ترى صوره في البر حيث هو راعي ابل

ومع الطير حيث هو راعي مقانيص

وفي الطيارة حيث هو كابتن

وفوق الثلج حيث هو ماهر في التزلج… وهو مثله مثل زملائه من الصنف نفسه حيث كل منهم: طيار وغواص وشاعر وكل شيء..

وهذه حرية شخصية لاتضرنا في شيء… فمن حقه أن يتمتع بأمواله ونعم الله عليه كما يشاء.. بالعافية عليه، الله يهنيه.

لكن ما ليس من حقه أن يدخل علينا من كل مكان ليمنهج الرذيلة، ويجمّل الفحش، ويمكيج المجون، ويشرعن الانحراف…

ماذنب امرأة مستورة عفيفة يقارنها زوجها بمغنية غانية يجتمع لها افضل مصممي الازياء ومتخصصي الموضة وأبرع صناّع التجميل؟

وماذنب مراهق يعيش في فورة مشاعره الجسدية تتلوى أمامه “حيّة رقطا” ركز مخرج الفيديو كليب على كل مناطق الشهوة فيها..؟

ماذا تفعل بالعالم يا برنس… ألا تتقي الله، ألا تعود إلى رشدك…

أنت الذي قلت يوما: (انقطعت عن الصلاة ثلاثة أشهر، لكن اعتراني الخوف فجأة، استيقظت بالليل وقررت أن أصلي ما فاتني في التسعين يوما في ليلة واحدة، وبعد ذلك لم تفتني صلاة واحدة” ص 315

أسأل الله لي ولك الهداية.. أما آن لصلاتك أن تنهاك عن الفحشاء والمنكر؟

ما دخل تغيير النفس بهذا الكلام…؟

الجواب: … هل فكرت يوما وأنت تدخل إلى محل تسجيلات ان الدينار والدينارين التي تدفعها ستذهب لدعم ذلك البرنس… مثلما أن الدينار الذي تدفعه في علبتين سجائر ذهبت لدعم وكيل فيليب موريس؟

….

يقول: قبل 11 سنة أو أكثر… كنت أسير في طريق فحيحيل السريع عندما خففت من سرعتي واتجهت الى الحارة اليمنى… ثم حذفت من الشباك شريط نوال الزغبي، وكان ذلك آخر غنائي سمعته، قررت عندها أن أنظف أذني..

ولنا حول ذلك حديث…

أضف تعليق

أضغط هنا لإضافة تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.