“نحن نؤمن بأن عملية الإصلاح في كل الدول أمر ضروري وحتمي. فلا يمكن تحقيق التنمية والاستقرار في أي بلد من دون إصلاحات اقتصادية وسياسية من شأنها تحقيق الرخاء للشعوب”.
التصريح لرئيس الوزراء في بداية جولته الخليجية ومحطتها الأهم المملكه العربية السعودية، أهمية تلك الزيارة كونها تبعت إفلات الرئيس من استجواب لم يجف حبره بعد على خلفية علاقاته المميزة مع إيران وتراجعها مع بقية دول الخليج العربية، الجولة الخليجية إذا ما أخذت منفردة فإنها تأتي كمحاولة لرأب الصدع في العلاقات الخليجية بعد أحداث البحرين وتحديدا الكويتية السعودية والكويتية البحرينية وما رافقها من لغط حول مماطلة الكويت بإرسال القوة المشاركه في درع الجزيرة.
أما إذا وضعت في إطار التحولات الاقليمية والربيع العربي فإن الكويت بدأت بلعب دور “وسيط الخير” الذي يحاول من جهة إيجاد مخرج لما يحدث في البحرين، بالتزامن مع ما تشهده المنامة من انطلاق الحوار، وأنباء عن عزم القيادة البحرينية تجميد أحكام الإعدام بحق المعارضة، واستبشار البحرينيين بتشكيل لجنة تحقيق مستقلة حول الأحداث التي رافقت الاحتجاجات و قد تباشر عملها نهاية الشهر الجاري، إذن الحكومة البحرينية بعد هدوء الأوضاع مدت اليد اليمنى للمصافحة مع المعارضة.
اللافت في أمر الزيارة أن الشيخ ناصر أكد على أن إيران جارة وللكويت معها علاقات تاريخية، وشدد على السعي لتعزيز العلاقات معها، بعد أن ساءت على خلفية اتهام إيران بإدارة أكثر من خلية تجسس في الكويت، وإن صحت المعلومات المتناقلة فمن المتوقع أن تضطلع الكويت دولة وحكومة بدور الوسيط في إعادة ترطيب الأجواء والمساهمة في تسخين خط الحوار السعودي الإيراني الذي من المتوقع أن يشهد تطورات مهمة في المرحلة القادمة ساعدت عدة عوامل ومعطيات على رفع منسوب الأمل بإمكانية التثمير الإيجابي لها انطلاقا من عودة الهدوء بين الكويت وطهران بعد أزمة خلية التجسس والتصريحات التي أدلى بها أمير البلاد حول النوايا الإيجابية لإيران في المنطقة خلال استقباله وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي، وإضافة إلى الجولة التي قام بها صالحي إلى عدد من العواصم الخليجية بعد وقبل الكويت والتي توجت تهدئة وتراجع حدة التصعيد بين الطرفين.
وانطلاقا من أن حدة التوتر بين الرياض وطهران قد وصل إلى مرحلة متقدمة على خلفية التدخلات الإيرانية في العديد من الملفات العربية الإقليمية، فيبدو أن عودة التواصل بين الطرفين وإن كانت متاحة في إطار الجولة الخليجية لصالحي، إلا أنها قد تكون بحاجة إلى عامل مساعد، ولعل أفضل مرشح للعب هذا الدور وفي هذه المرحلة هو رئيس الوزراء الكويتي ناصر المحمد الذي استطاع الاحتفاظ بعلاقة جيدة مع طهران وبالإضافة إلى الدور المميز الذي تحتله وتلعبه الكويت في محاول نزع فتائل الانفجار على ضفتي الخليج.
إذن، هل من المحتمل أن تحمل زيارة المحمد إلى المملكة واللقاء مع العاهل السعودي تطورات لا تقتصر على تعزيز العلاقات الأخوية بين الكويت والسعودية، بل تتعداها للعب دور في إعادة الوصلة بين الرياض وطهران في ظل التطورات الدراماتيكية التي تشهدها المنطقة وبالتالي يرشحها للعب دور إقليمي أوسع، إيجابي طبعا بما يتوافق مع طبيعية الكويتيين.
علي الجانب الآخر فالزيارة ستعتبر مكسبا لرئيس الوزراء ويحصد معها أكثر من عصفور بحجر واحد، ترطيب الأجواء مع القيادة السعودية وإقناع الداخل الكويتي بنجاح استثمار حسن علاقاته مع إيران في حل العديد من قضايا المنطقة.
أضف تعليق