كتاب سبر

“شر النفوس”.. البوليفية!؟

هي إحدى حضارات أمريكا الجنوبية، وكانت هذه الحضارة سنة 500 قبل الميلاد. وقامت هذه الحضارة في تياواناكو*. وكانت حضارة إنشائية وزراعية وحيوانية.. حيث كانت تربي حيوان اللاما وآلاباكا. تعد الأعلى ارتفاعاً في العالم وعاصمتها الرسميه هي سوكره والعاصمة الفعلية هي لاباز.

رغم أنها تعد الأعلى ارتفاعاً في العالم إلا أنها لم ترمِ لنا إلا سقط قومها.. وأسفل سافليها، ليأتي لنا ويفسد في بلادنا كمنتج للأعمال التلفزيونية الرمضانية تحديداً.

بعد مقالي السابق (رمضان شهر الابتذال)، الذي تحدثت فيه عن ابتذال المسلسلات الخليجية وغير الخليجية، تلقّيت العديد من رسائل الثناء ممن يعملون في الحقل الفنّي، والغريب أنهم اتفقوا جميعاً على فساد هذا المنتج البوليفي (الجنسية) بل وإفساده في المجتمع قبل الحياة الفنية.

هذا البوليفي كان من غير محددي الجنسية في الكويت، وكان ممثلاً مغموراً، لا يعرفه سوى طاقم العمل الذي يعمل به، ثم آوتهُ بوليفيا.. وأعطتهُ جنسيتها.. وعاد.. وليته لم يَعُدْ.

هذا المنتج ضرب العرف الفنّي، وقوانين الإعلام، والاحترام والأدب عرض الحائط، فيطرح في مسلسلاته الدعارة الفنية، ويصوّر للمتابع أن الكويت دولة فاسدة، فآخر أعماله (سيعرض في رمضان) كان اسمه (قبل أن يغيّره) هو (زنا المحارم)، والعياذ بالله، ويجسّد فيه دور (الديوث) الذي (يضبّط) بنات خالته للشباب، وهو نفسه يتحرش بهن، وقد غيّر الاسم ثلاث مرّات لدواعٍ رقابية.. وخالف العرف الفنّي بأنه يأتي للممثلين الجدد، والذين يتمنّون الظهور بأي عمل رمضاني، فيقوم بإغرائهم بالنجومية الصاروخية، ويعطي لكل منهم (مشاهده في المسلسل فقط)، حتى لا يقرأوا النص كاملاً (كما هو العرف)  ويُصدموا بدورهم الذي وبعد متابعة المسلسل كاملاً أتضح أنه بذيء، وبنفس الوقت لا يملكون النص كاملاً حتى يشتكوا عليه.. كم هو خبيث هذا البوليفي!. 

أمّا القوانين؟ فلا يعيرها اهتماماً هذا المفسد، فيصوّر في الكويت (دون ترخيص)، حتى أن بعض الشرفاء في الوسط استاؤوا منه، فوجدوا ضالتهم لدى النائب علي العمير، فاتصل به -بشكل ودّي- وطلب منه مغادرة الكويت وإكمال التصوير بالخارج، فردّ عليه البوليفي “حياكم عندي اللوكيشن أنت والطبطبائي أصلاً ماعندي شيء وتعالوا شوفوا”! هكذا وبكل سفالة يرد، وبالنهاية توقّف العمل في الكويت، وأكملهُ بالخارج.

يبقى السؤال بالنهاية.. من يوقف هؤلاء المنتجين الفاسدين عند حدّهم؟ وإلى متى كل من يملك المال يأتي ويفسد في مجتمعاتنا عن طريق السلاح الأخطر وهو التلفزيون؟ .. أين وزارة الإعلام ورقابتها عنهم؟ يصورون نصوصاً غير مرخصة، ولا يؤخذ بحقهم أي عقاب! لماذا الواسطات نتركها تفسد في الأعمال الفنية التي تدخل كل بيت وتفسد المجتمعات؟ يجب على وزارة الإعلام تطبيق القانون على الكل، وليس على الذين لا يملكون واسطات ولا يوجد خلفهم “بشوت”.. وليتقوا الله أولاً وأخيراً.

*** 

تياواناكو:- حضارة من قبل عهد الاكتشاف جنوب بحيرة تيتيكاكا قرب البلدة الحالية بنفس الاسم وأول آثارها موجودة منذ العهد الوسيط الأول (200 ق.م. – 200 م.).

***

Twitter @ALHShaSh

[email protected]

أضف تعليق

أضغط هنا لإضافة تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.