عزيزتي الشابة لا تنظرين للعنوان هكذا، نعم هنالك رجال تنتهى صلاحيتهم قبل الزواج، وليس معنى ذلك أن يكون الرجل أرملا أو مطلقا أو متزوجا بأخرى ولا يعنى أيضا أن يكون رجلا عجوزا أو فى منتصف العمر وإنما قد يكون شابا في مقتبل العمر، ومن وجهة نظرك ونظر الجميع، عريس كفأ ولا مثيل له على الساحة العربية وربما الدولية أيضا، ولكن كيف يكون منتهى الصلاحية ؟
تتعرفين على الرجل الذى انتهت صلاحيته عبر بضع خطوات:
“عند حوارك معه اسأليه عن طموحاته فى عمله أولا، فالرجل يستمد قوته وإحساسه بالرجولة من مزاولة العمل والطموح فيه، فإن وجدتي أن طموحاته محدودة جدا ورجل روتيني يحب التقيد بنظام ثابت للعمل، فهذا ملمح من ملامح انتهاء صلاحيته كشخص فعال ومبهج، إن لاحظتي بخلا فى التعبير عن مشاعره فلا تتعجلي وتتهميه بانتهاء الصلاحية، ولكن تحدثي معه ووجهي نظره أكثر من مرة أنك تستائين من صمته وعدم التعبير عن مشاعره، فإن تمادى ولم يستجب لعواطفك ولم يهتم بالأشياء التي تفرحك وتضايقك فهو رجل بخيل فى مشاعره، وتلك صفة أساسية ومهمة فى تقدير انتهاء صلاحيته، قبل هذا كله راقبي ردوده عليك عندما تسألينه عن شيء، فإن أجابك بأنه اختبر من الحياة ما لا تستطيعين إدراكه، وقلل من شأنك، وهو الآن يبغى الراحة والسكون، فتأكدي تماما من أن حياتك تسير فى الاتجاه الخاطئ، اتجاه الحياة الجامدة لشخص يشتاق أن تهبه الحياة المعاش المبكر، الرجل المهمل فى مظهره، الذى تبدو على ملامحه علامات الشيخوخة المبكرة فقط لأنه لا يعرف كيف يضحك ولا يمتلك أو يقدر روح الدعابة، الرجل الذى لا يفهم من الحياة سوى الجمود، ويتهم اهتماماتك العاطفية بالسذاجة والسطحية والتفاهة، ولا يستطيع التفريق بين الجد والهزل ويتخذ الحياة بصورة جامدة جدا يعتبر رجلا منتهى الصلاحية، الرجل الذى يبنى إحساسه بنفسه على انتقاد الآخرين والحط من شأن إنجازاتهم أو شخصياتهم، وربما يفعل ذلك معك أمام الآخرين لا لشيء إلا ليثبت أنه أفضل منك، الرجل أحادي النظرة المنغلق عن الفهم، رجل لا يحكى لك عن حياته السابقة لأنه لا يثق بنفسه يعتقد إخفاء نفسه ميزة رجولية ويسخر من قدرتك على فهم عقله أو سوء تأويله إن حكى لك.
أنصحك بالابتعاد عن أمثال هؤلاء ممن يمتصون صبرك وتحملك إلا إذا كان الحب مسيطرا على قلبك على الرغم من كل ذلك، فليس لك غير الله يا عزيزتي، ولا تأتين يوما تطلبين المساعدة وتتذمرين من عدم قدرته على تلبية رغباتك أو من وحدتك النفسية.
فترة الخطوبة جُعِلت لاكتشاف مثل هذه الأمور وللمعلومة الأكيدة أن “فى سمات الشخصية لا شيء يتغير للأحسن بعد الزواج “، بل ينتقل الزوجان لمرحلة جديدة قد تفتر فيها العواطف بالتملك، أو بتواتر ظروف الحياة إن لم يعملا على إنعاشها من فترة لأخرى، فامتلاك الشيء يحد من بهجة الشعور به، لذا عليك أن تكوني جادة فى تحديد احتياجاتك العاطفية من زوج المستقبل، ما تريدينه بشدة وما يمكن أن تتنازلي عنه، أولوياتك لا يجب الحياد عنها حتى لا تشعري بالضغط النفسي المصاحب للحرمان العاطفي فيما بعد والذى قد يصل للحقد على زوجك وكرهك المستتر له.
صلاحية الرجل تأتى من امتلاكه للرغبة العارمة فى النجاح ومزاولة الحياة، من كونه يمتلك روحا حية تنبض بالحركة وتوزع الحب فى كل شيء حوله، أن يكون قادرا على منحك الإحساس بالآدمية وأن المستقبل ينتظرك، تشعرين معه أن القادم أفضل حتى لو كانت الظروف الاقتصادية ضدكما، إحساسه العالي بالرضا والتقبل والحلم بغد أفضل، حركته الدؤوبة للانتقال من خطوة لخطوة دون كلل أو ملل، سرعة خروجه من الضغوط النفسية والحياتية التي تحاصره فيكون نافذ البصر والبصيرة، متفهما أن كل ما يحدث بالحياة من نجاحات وصدامات هو مهم بالضرورة لاستمرارية الحياة، ولا يحب الركون أو التوقف أمام نقطة بعينها تمتص عمره وطاقته وعمر وطاقة من يعاشرونه، الرجل الذى يشاركك همومه وأفراحه ولحظات طيشه أيضا إن كنت قادرة على ضبط إيقاع انفعالك، الرجل الذى لا يتوقف طويلا أمام تفاهات الأمور، من يسعى ليراك ناجحه بجواره والأهم من ذلك اهتمامه بالتفاصيل الصغيرة تلك التى تشبه الأحجار الدقيقة جدا التى إن تكونت فوق بعضها كونت جبلا صلدا من المشاعر الحية أو المقيتة إن تم إهمالها، رجل لا يعرف الكذب لأنه يمتلك ثقة عالية بنفسه وبعقلية من أمامه، قادر على مناقشتك وشرح نفسه إليك وكذلك فهمك حتى تتخطيا معا ضغوط الحياة، رجل لا يتقوقع داخل نفسه بصورة دائمة وإنما يفتح لك شرنقة روحه رويدا لمشاركته ولو كل حين، صادق وواضح فى اتخاذ القرارت حتى ولو كان هذا القرار الابتعاد عنك، لا يعرف شيئا يسمى النفاق، غير متردد فالرجل المتردد لص أعمار سارق للحظات الجميلة. مثل هؤلاء الرجال من تسعين للزواج منه يا عزيزتى.
أضف تعليق