على غرار الثورة المصرية التي دعت لإسقاط النظام ودعوة المواطنين إلى الخروج في مظاهرات مليونية.. فكانت “جُمع” الثورات التي تنوعت وتعددت وبدأت بجمعة الغضب في 28 يناير ثم الجمعة التالية لها جمعة التحدي فجمعة الرحيل.. فسقط الرئيس مبارك.. وأعلن تخليه عن الحكم وإدارة المجلس الأعلى للقوات المسلحة لشئون البلاد.
ثم بدأت جمع الاحتفالات.. فكانت جمعة النصر وجمع مطالب الثوار.. فكانت جمعة التطهير والمحاكمة ثم جمعة الدستور أولا.. ثم جمعة الثورة أولا..
انتقلت هذه العدوى الثورية إلى اليمن ثم سوريا.. جمع تطالب بإسقاط النظام فبدأت الجمعة الأولى في اليمن 3 فبراير، أثناء الثورة المصرية فكانت جمعة الغضب.. ثم جمعة البداية.. وجمعة التلاحم.. وجمعة الصمود.. وجمعة الكرامة.. وجمعة الرحيل.. وجمعة الخلاص.. وجمعة الثبات.. وجمعة الإصرار.. وجمعة الفرص الأخيرة.. وجمعة الوفاء للشهداء.. وجمعة وفاء الشعب للجنوب.. وجمعة الحسم.. ولاتزال الجمع مستمرة حتى الآن.
ومازال النظام – كما اليمن – يقاوم الثورة ويقتل شعبه..
لقد اتضح للعالم أن تلك الأنظمة كانت تنهب شعوبها.. وتسرق خيراته.. وتدير فساد البلاد في الأرض والبحر والسماء..
لقد أصبحت جمهوريات عائلية..
لقد ورث بشار نظام حكم أبيه..
والقذافي يريد توريث نظام حكمه لأبناءه..
وابن علي كان يريد توريث الحكم لزوجته ليلى الطرابلسي..
وعلي عبد الله صالح يريد توريث الحكم لابنه..
وحسني مبارك كان يعد العدة من أجل أن يرث ابنه جمال الحكم..
.. لكن الشعب أسقط نظرية توريث الجمهوريات ومازال يناضل من أجل إسقاط النظام في اليمن وسوريا وليبيا..
ويواجه الشعب الأنظمة بمليونات الجمع..
وهنا أتذكر كتابا جميلا للكاتب الليبي الراحل الصادق النيهوم كان عنوانه: “من سرق الجامع وأين ذهب يوم الجمعة”.. لينطبق على الديكتاتوريات العربية التي مازالت تمسك بالحكم والسيطرة رغم الرفض الشعبي لها.. وهروبها ودخولها إلى جمهورها يوم الجمعة.. وإطلاق الشبيحة والبلطجية والقنابل المسيلة للدموع والرصاص الخرطوش والحي .. ولا مانع من الدبابات والصواريخ .. ولعل ينطبق عليهم سؤال الصادق النيهوم.
مع تعديلات ليكون “من سرق الشعب وأين ذهب يوم الجمعة؟”
* كاتب صحفي من مصر
رئيس التحرير التنفيذي لجريدة «التحرير»
أضف تعليق