كتاب سبر

نزار يعاتب الكويت والجامعة

… دمشق يا كنز أحلامي ومروحتي..أشكو العروبة أم أشكو لك العربا.. أم أشكو الكويت وتبرعاتها لبشار؟ أم الأمين العام الجديد للجامعة؟ أم الذين يتصورون في إيران حليفا استراتيجيا مزلزلا لوجود إسرائيل؟ أم أشكو يا دمشق أقواما لا يزالون يرون في سوريا بقيادة بشار دولة للمانعة؟ وحليفا لصوت مرتفع في جنوب لبنان، ياليت صواريخه بارتفاع زعيقه!

يا شـامُ، أيـنَ هما عـينا معاويةٍ … وأيـنَ من زحموا بالمنكـبِ الشُهبا..أين هما لأسأل عين الصحابي الجليل هل رأت حفيداته تنتهك أعراضهن؟ هل بلغت عين البطل ما يحدث في سوريا؟ هل يعلم سيدي معاوية أن الشام التي جعل منها امبراطورية لا تغيب عنها الشمس، تبكي الآن فوقها الشمس والقمر ويسكنها خبز وحشيش وقمر؟.

وحلب على مرمى سحابة، وأنا وأنت أبا فراس ننتمي للوجع اليعربي، فلا خيـولُ بني حمـدانَ راقصـةٌ  زهــواً… ولا المتنبّي مالئٌ حَـلبا،، وهل بلغ أبا الطيب أن الشرف لم يسلم من الأذى، ولا يراق على جوانبه الدم، وأن العربي-في أرض العرب- غريب الوجه واليد واللسانِ،  وأن إيران التي تنادي كل يوم بالموت لإسرائيل، ونصبت الأفراح وبرامج الأقزام الملاح  استبشارا بسقوط أنظمة الظلم العربية، تبكي الآن نظامها ووليدها الذي حملته حمل سفاح، وبعثت بالمكاتيب تطمئن بشار بأن يصمد في وجه العرب، وأن نحو ستة مليارات دولار في طريقها إليه، دعما له وترحما على والديه، ونكاية في العرب الذين تجرأوا عليه، وأرادوها دولة حريات لا قمع فيها ولا أسود مزيفة.

يا شامُ، ياشامُ، ما في جعبتي طربٌ .. أستغفرُ الشـعرَ أن يستجديَ الطربا.. ماذا سأقرأُ من شعري ومن أدبي … حوافرُ الخيلِ داسـت عندنا الأدبا.. وحــاصرتنا وآذتـنــــا فـلا قلـمٌ … قالَ الحقيقةَ إلا اغتيـلَ أو صُـلبا،، ويا شام ما في جعبتي غير لوم لحكومة الكويت التي بلغني من صحافتها أن مئة مليون دولار دخلت صندوقا مفتوحا على حكومة دمشق، وربما دون أن تدرك الحكومة الكويتية ذلك، وأكيد لا يرضى الكويتيون باختلاف توجهاتهم بهذا، كما سيقبلون عتابي.

   ويا شام أعتذر إليك عن نبيل العربي الذي حسبناه ثائرا من ميدان التحرير، وإذ به في حضرة الأسد يطمئنه أنه لا يحق لأحد أن يسحب شرعية زعيم، وإذ بالعرب أجمعين ممثلين في أمينهم، يمنحون ما لا شرف له شرف الشرعية، ويوقعون له صكوك الإذن بالقتل والذبح والاغتصاب.

وقبـرُ خالدَ في حـمصٍ نلامسـهُ … فـيرجفُ القبـرُ من زوّارهِ غـضبا..يا رُبَّ حـيٍّ.. رخامُ القبرِ مسكنـهُ … ورُبَّ ميّتٍ.. على أقدامـهِ انتصـبا..يا ابنَ الوليـدِ.. ألا سيـفٌ تؤجّرهُ؟ … فكلُّ أسيافنا قد أصبحـت خشـبا، وكل نخبتنا المزيفة يا أبا سليمان أصبحت تسوق لنا ليل نهار أن بشار ونصر الله من رموز الممانعة، وأقول لهم: بل يتمنعن وهن الراغبات في واشنطن، ويصرخن فينا أن الموت لإسرائيل لنسكت، ولن نسكت فبعض الممانعين عندنا صاروا أشد قسوة علينا من نتنياهو.

[email protected]

أضف تعليق

أضغط هنا لإضافة تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.