كتاب سبر

طز مرة ثانية..!؟

القذافي يوماً بعد يوم، ومؤتمر شعبي بعد آخر – كما يحب أن يسمّيها- يثبت للعالم بأنه رجل حكيم، وأن كتابه الأخضر لم يكن من فراغ، بل من واقع تجربته الشخصية في هذه الدنيا، وخلاصة ماتوصّل له عقله الفذ، لدرجة أنّ حاشيته تتعلم منه الدروس تلو الدروس.. حتى أرتجل أحدهم ذات يوم.. “طز مرة ثانية أمريكا وبريطانيا”، الله الله.. حكيم هذا الرجل.

أمريكا لا تهمنا، لأننا “شايلينها لليوم الأسود”، بينما بريطانيا يجب أن نقف عندها، ونعرف لماذا قال حكيم الزمان هذه “الطز”؟ خصوصاً وأنها (أيّ بريطانيا)، كانت في قديم الزمان تحكمنا (تحكمنا أخفُّ وقعاً)، فلابد أن نهتم بتجربتها ونستفيد منها، خصوصاً تلك الماجنة التي تُدعى (ديمقراطية).. قاتلها الله.

طز في بريطانيا.. لأنها كافرة أولاً.. ولأن لا يوجد بها ظلم كالذي نراه عند العرب، لأنها وببساطة.. لا يحكمها بشاراً، ولا ابن علي، ولا مبارك، ولا صالح، ولا قاهر الغباء.. القذافي.

طز في بريطانيا.. لأنّها محترمة، ترى الإنسان باعتبار أنه إنسان.. لا تراه ابن فلان، أو من العائلة الفلانية، ولا القبيلة الفلانية.. ولا ولا ولا ولا.. الإنسان ياسيدي إنسان.

طز في بريطانيا.. لأنها لا تفرّق بين (مذنب فقير)، و(مذنب VIP)، حتى تابعنا بذهول وإعجاب محاكمة رئيس وزراء بريطانيا أمام (مجلس الشعب)، أو لنقل استجوابه، ذُهلنا لأننا رأينا رئيساً للوزراء يُحاكم (أمام الملأ)، وأُعجبنا بجرأتهم… لقد كان باب القاعة مفتوحاً! من أراد الدخول.. فليدخل! .. إي ورب الكعبة.

طز في بريطانيا.. لأنها لا تنظر لسن المتهم، ولا لنوع سيارته، ولا لحجم ثروته، ولا تنتظر منه -أياً كان- أن يرمي لها عظمة، لتنزّل رأسها له، وتبدأ بلعق العظمة حتى تشبع.. وينصرف المتهم المذنب.. وهو عزيز.

 طز في بريطانيا.. لأن صحافتها نزيهة، وليست صفراء، وغير محتكرة، ولا تتمسّح بحكومتها ورئيسها، ولا تطعن بشرفاء الوطن، وأبناءه، وحصنه الحصين.

طز في بريطانيا.. لأن مجلس الشعب يمثل الشعب، ولم يأتِ عن طريق التزوير، والمال السياسي، والدعم الحكومي.. ومشتقّاته.

طز في بريطانيا.. لأن رئيس حكومتها يُستَجوب بجلسة علنية، يسمع مايدور فيها المارة، وعابرو السبيل.

وبالنهاية طز في بريطانيا.. لأن رئيسها بعد أن يتم استجوابه، لا يخرج للصحافة وابتسامة الفخر والكبرياء تعلو محيّاه.. ويتشدّق “الدستور الدستور الدستور يا أخوان”!!

هل مازال أحد لا يعرف لماذا طز في بريطانيا..؟

***

لعلّ وعسى:-

كتب الزميل محمد العجمي (أبوعسم) قبل أسابيع عن معاناة شاب من غير محددي الجنسية، اسمه المهندس / عبدالعزيز (ابن الشهيد) فهد عبدالله فروان – رحمة الله عليه، مناشداً بها الشيخ ناصر صباح الأحمد وزير الديوان الأميري، لعلّه ينصفهم، ومضت الأيام والأسابيع دون أي رد فعل من الوزير، ومادفعني لكتابة هذه المناشدة هو ماقرأته بصفحة عبدالعزيز في موقع تويتر يوم أمس، يقول أنا مهندس، متخرج من جامعة الكويت، وأب لثلاثة أبناء، وعاطل عن العمل! ماذا أفعل لأصرف على أبنائي..؟ هل تريدونني أن أسرق لأصرف عليهم؟!

إذا كان هذا هو حال البدون من أبناء الشهداء، ويملكون كذلك إحصاء 65 فماذا نقول عن الباقي؟! .. لا حول ولا قوة إلا بالله.

ومنّا للشيخ ناصر صباح الأحمد .. لعلّ وعسى.

***

Twitter @ALHShaSh

[email protected]

أضف تعليق

أضغط هنا لإضافة تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.