أما قبل :
تَشَابَهَتِ البَهَائِمُ وَالعِبِدّى
…………..عَلَيْنَا وَالمَوَالي وَالصّميمُ
(المتنبي)
أخذت بكل وسائل الحيطة والحذر في رحلتي.. بأن لا يتسلل إلي خبر واحد عن الأوضاع المحلية.. أحكمت إغلاق نوافذ تويتر.. وأقفلت كل أبواب الصحف.. ووضعت المفتاح في جيب سمو الرئيس.. باعتبار أن الأشياء فيه مفقودة!!
فكانت عودتي مثل عودة المُربي إلى منزله.. ليجد الفوضى تعم الأرجاء نتاج عبث ولهو الصبيان “بعفش” البيت.. فهذا نبيل الفضل شمسه لا تشرق إلا على بحور البذاءة فلا تهطل غيومه إلا بمثلها.. وبرحيل عذبي الفهد تكتمل آخر شروط الصفقة بين الحكومة وتكتل (أسيل وأخواتها) التكتل الذي سوف يصرح بأن رئيس تحرير صحيفة “فرانكفورتر تسايتونغ” الألمانية يهوى لعب “كوت بوستة” في الإسطبل.. ولايزال سعدون حماد ودليهي يبحثون عن (كافل للإيتام).. ومن جانب آخر تدور رحى حرب عتادها كل أحرف الوقاحة بين “دلخ” المستقبل وبين زعيم مليشيات الإعلام، وكلاهما مُصاب بلوكيميا شرف الخصومة.. ولا غرابة فإنهما لم يجدا من يقول لهما قول عبدالملك بن مروان للحجاج: (إن في بعض الولاء نفاق وفي بعض الجرأة وقاحة)..!!.
لكن ما يثير الدهشة أن في عهد بشار الأسد تم اكتشاف “بئر للقمع” في سورية.. لتصبح سورية من الدول المصدرة للقمع.. فترسل سفارتها في الكويت كتاباً إلى وزارة الخارجية الكويتية.. تطالب فيه بقمع آراء خطباء المساجد وتوقيفهم.. فهم لا يتألمون من صراخ تعذيب الطفل حمزة (الخطيب)، إنما يؤلمهم صُراخ (الخطيب) بالمنابر.. وفجأة أصبح وزير الأوقاف محمد النومس من أرباب الفكر العلماني يعزل بين الخطب الدينية والسياسة.. فبعد أن جرحوا أجساد السوريين بمخالب المصالح الاقتصادية.. يريدوننا أن نلتزم الصمت حيالهم.. وليس هذا بغريب فحكومة ناصر المحمد تعطينا أقلاما وتقول اكتبوا بحرّية وتجردنا من أناملنا..!!
أيها السفير السوري .. لستُ مندهشاً من بلوغ خبر الخطب لكم وإدراجكم لكل البيانات في كتابكم حتى عنوان مسجد الخطبة .. فالأنظمة القمعية يقل بها إنتاج (المخ) ويكثر (المخ..برين) .. ولكن أعلم إنكم لو سلبتم من الثوار حرية حياتهم لن تسلبوهم حرية موتهم.. استشهاداً (وخير المنايا ما يكون من القتل) كما ينشد المخزومي.. وربُ هؤلاء الثوار يأتي بالشمس من المشرق وليأتي بها رئيسك من المغرب حينها يستطيع إخماد ثورتهم.. رئيسك الذي يعتقد أن حكمه (متفق عليه) وكأن حكمه قد رواه بخاري في صحيحة.. تأكد أنه قريباً سوف يكتمل برعم زهرة الثورة في ربيع سورية.. وتسمع حينها هدير موج الشعب الزاحف ليحطم صخورالسواحل.. ويزيل عهد بشار الأسد ويغسل حكمه سبع مرات إحداهن (يدفن) بالتراب.. فإن كنت أنت (دبلوماسي) لكني أنصحك أن تأخذ (دبلوم..شجاعة) من الفنانة مي سكاف وتقدم استقالتك لنظام لا يـُشرف تمثيلة.. قبل أن تجاور رئيسك بزنزانة في سجن “تدمر” وتغسل له ثيابه .. كما تغسل الآن صورته القبيحة..!!
وليس لك أن تشتكيني عند أحد بكتاب.. فعلاقتي بهذا الوطن وأوراقه الثبوتية مثل علاقة كتابة شاهد القبر برفات الميت.. لا أملك به سوى قطعة (كرتون) أرقد عليها على رصيف التصعلك.. فإن لم يعجبك حديثي أمامك حدود “الجولان” فهي أشد صلابة من الجدران..!!
يا شيخ نبيل العوضي.. نحن صحيح نتقدم ولكن بفضل ناصر المحمد وحكومته تقدمنا مثل قفز الأرنب لمسافات كبيرة ولكن بالهرب مذعوراً.. وأشهد أنك لست كبعض مفتين السلطة الذين لا فرق بينهم وبين المطرب.. فالأخير يدفع له ليفتح فمه وهم يدفع لهم ليغلقوه.. وإن كنت يا شيخ نبيل قد ضربت معاقل “ليبراليتي” إلا أنني وبمنطلقها أدافع عن حقك وحريتك بالقول ولو اختلفت معك بما تقول.. فكيف إن كان قولك لنصرة الحق.. ولكن استبشر النصر لهم “يا بعد زول رفعه”.. فلا جنين يخرج للحياة بلا ولادة.. ولا ولادة بلا مخاض.. ولا يخلو مخاض من ألم.. وردد معي بيت البردوني (سوفَ يَفْنَى كُلُّ قَيدٍ وقُوى//كُلِّ سَفّاحٍ وعطرُ الجُرحِ باقِي).. وأنت نبيل اسمٌ وصفة.. وغيرك نبيل بالاسم فقط.. في وطن يعج به أشباه النبلاء..!!
صعلكة:
بيني وبينك أيها الشيعي.. (ح) و (ب)
فلا تدع حكومة التفرقة تزرع بينهما (ر)!!
محمد خالد
twitter:@abo3asam
أضف تعليق