كتاب سبر

وتُذِلُّ من تشاء!

“قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ المُلْكِ تُؤْتِي المُلْكَ مَن تَشَاءُ وَتَنزِعُ المُلْكَ مِمَّن تَشَاءُ، وَتُعِزُّ مَن تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَن تَشَاءُ بِيَدِكَ الخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ” سورة آل عمران :26

كثيراً ما سمعتها، وكثيراً ما قرأتها، وقليلاً ما شاهدتها.. وهاهو طاغية مصر وفرعونها يقبع خلف القضبان، ذليلا ومكسورا ومنهزما، هو ونجليه ووزير داخليته ومعاونيه.. “الذين طغوا في البلاد فأكثروا فيها الفساد، فصبَّ عليهم ربك سوط عذاب، إن ربك لبالمرصاد”، هكذا أراد الحقّ سبحانه، ليكونوا أول الغيث، وكعادة أرض الكنانة، سباقة للخير.. وسيأتي الغيث بعدها بإذن الله.. بشار والقذافي وطالح اليمن والهارب بن علي.

لم نصدق ما شاهدناه في محاكمة الطاغية مبارك، فبعدما كان (سيادة الرئيس).. أصبح (أيوه يا أفندم، موجود وأنفي التهم)، لطفك يا لطيف، وبعدما كان رئيس الجمهورية، أصبح المتهم محمد حسني مبارك.. حاف، وكل من يصل لمرحلة الألوهية في الأرض والعياذ بالله، ستكون نهايته كنهاية فرعون مصر وطاغيتها، وربما أبشع.. ولو كان الأمر بيدي، لتركت مبارك ونجليه والعادلي وبقية العصابة معلقين في ميدان التحرير، يلقون مصيرهم بأيدي الثوار، وغالباً ستكون نهايتهم الإعدام ضرباً بالشباشب.

يا حكام الأرض.. هذا درسٌ مجاني تقدمه مصر لكم، لعلّكم تتعظون وتتقون الله في شعوبكم، لا سيما مايفعله النعجة بشعبه وبأهل حماة.. حماها الله تعالى، فوالله مانراه في سورية من طغيانٍ وقتلٍ وسفكٍ للدماء، يندى له الجبين، وما يثير غثياننا هو ذلك الصمت الرهيب.. عربياً ودولياً، فبعد كل المجازر الذي فعلها بشار وأعوانه، مازلنا نسمع تصريحات خجولة مثل (ستكون سوريا أفضل برحيل الرئيس)، أيُّ رئيس هذا؟ بل تعيس وأتعس التعساء.. ولن يضيع الله دم الشهداء .. طال الزمان أو قصر.

اللهم عليك ببشار وأعوانه، والقذافي وطغيانه، وصالح وصبيانه.. إنك عزيز مقتدر.

إن الله يمهل ولا يهمل، ولنا في محاكمة فرعون مصر عظة وعبرة، فهل من متّعض يا أولي الألباب..؟

***

يقول الأندلسي ، أبو البقاء الرندي..

هي الأمور كما شاهدتـهـا دول
من سره زمن ساءتـه أزمـان
وهذه الدار لا تبقي علـى أحـد
ولا يدوم على حال لهـا شـان

ومنّا للأعزّاء الطغاة.


Twitter @ALHShaSh
[email protected]

أضف تعليق

أضغط هنا لإضافة تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.