سجانون ومانعون للصدقات، فمسجونون وممنوعون من الشفقات، ولا شماتة بل دعاء بالرحمات.
وإني إذا ما حدث ألما أقول يا اللهما يا اللهما و” قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء,وتعز من تشاء وتذل من تشاء، بيدك الخير إنك على كل شيء قدير”
ولي صديق موسر، أخرج صدقات شهرية ثابتة لعدد من الأسر، و أعطى أمه المبالغ و وكل إليها مهمة التوزيع، فاختارت بيوتا بينها أسر لسجناء من الجماعات الإسلامية، ثم فوجيء صاحبنا بتليفون لا قلب له ولا رقم يستدعيه، وهات يا تهديد,و لماذا تتصدق على هؤلاء، ولما حاولنا تهدئة الأمور، وشرح أن هذه مساعدات لأسر فقيرة، بينوا لنا الحكمة التي اطلعوا عليها وحدهم، وهو أن تلك الأسر لما لا تجد ما تنفق، ستلجأ ربة البيت إلى (…) وهذه حكمة الرب في إذلال هؤلاء المتطرفين- وسبحان الله كانت حكمة الرب هي الستر,و لم تلجأ واحدة منهن لذلك- و رأينا فيما وراء الابتسامات عيونا حمراء، وحلولا عبقرية ناصحة من رجال (طيبين) ملخصها يمكنك أن تضع أموالك في مسجد أو حتى كنيسة أو أن تسكر بها، أو سندمر تجارتك الرائجة، ونعمل على خراب البيت ودلق الزيت,وحرق الغيط، وعُلم ويُنفذ يا هذا، ولولا رهطك لعلقناك و عرفناك أن الله حق.
وداهمتني ذكرى تلك القصة,فعرفت أن الله حق، وكان الله,ولم يكن شيء,وبالتالي فلا يعجزه شيء، وخلق الجاذبية، وجعل المظالم تجذب شبيهاتها وتحط فوق رؤوس الظالمين، وأعود فاقول ” إني إذا ما حدث ألما,أقول يا اللهما يا اللهما,يا من لا يزول ملكه، أنت أعلم بمن زال ملكه وأنت قدير.
إنك يا ربي على كل شيء قدير، قدير على أن تنزع الملك من مبارك، والسطوة من رجاله، والجبروت من حاشيته، وتسكنهم خلف قفص تحدق بها الكاميرات، وتلتقط صورتهم الفضائيات، إنك يا ربي قدير على أن يكون بيته الأمني، وقلعته الشرطية، والمسماة باسمه (أكاديمية مبارك للأمن) هي مهبط قضائك وكلمتك التي لا مرد لها من نزع صفة الملك عنه ولصق صفة(المتهم)به.
إنك يا ربي قدير، على أن تكون ذات القاعة التي شهدت تصفيقا صاخبا، وضجيجا مهيبا,واستقبالات حارة,لمبارك ورجاله في عيد الشرطة، هي القاعة نفسها التي يسكن بها قفصا، ولكن دون تصفيق، ولا مهابة.
إنك يا ربي قدير، تجيب المضطر وتكشف الضر، وكم من ضر نزل، وأنت له شاهد,وكم من متضرر، شكا لك وبكى,ومسح الأعتاب، وألقى كل شيء على بابك، ودخل إليك حاملا الضر بين يديه، وقل: يا قدير ارفع هذا، فرفعته، وحاق بآل الضرر والظلم والبغي عاقبة الضرر,
لبيك يارب,يا من أرعدتني قدرته، وأوقفتني آياته التي لا تحصى، ما بين كسوف وخسوف ومحاكمة مبارك في يوم مشهود، فتلك آية وعلامة أنك موجود.
وآمنت بك يارب، وإيماني ينقص بالغفلة، ويزيد بالدهشة من معاينة سننك في خلقك، وآمنت بك يا من أخذت باليم من قال:”وهذه الأنهار تجري من تحتي”فكان الماء هو الجزاء,والجزاء دائما من جنس العمل، والعمل من جنس الجزاء، وهل جزاء الإحسان إلا الإحسان، وهل جزاء السجن إلا السجن، فكم وكم من أذرع حسبوها مغلولة، وكانت طليقة مطلوقة نحو باب سمائك المفتوح، وأنت تنزل في ثلث ليلك الآخر مُخرسا كل القوانين بسؤال (هل) و(فاء) سرعة الإجابة”هل من سائل فأعطيه”.
فهلا سترت العورات،وآمنت الروعات، يا ربي..
أضف تعليق