كتاب سبر

فقه تويتر!

أما قبل :

         وَدَعْ كلّ صَوْتٍ غَيرَ صَوْتي فإنّني

                                    أنَا الطّائِرُ المَحْكِيُّ وَالآخَرُ الصَدى        (المتنبي)

( لو كان تويتر رجلاً لقتلته).. حتماً ان قائل هذه العبارة هو زعيم عربي, من موديل الذين يحصلون على نسبة 99,9 في الانتخابات, أو من طراز الزعماء الذين يسترقون سمع أخبار شعوبهم عبر التقارير في مكاتبهم الفخمة..!

فهذا تويتر “كحيلان”, هذا الذي جعل الشعوب تطرق رؤوسها أمام الأجهزة, وجعل الطغاة تطرق رؤوسها أمام الشعوب, فرب تغريد في أعشاشه أرهب كل الضباع التي استوطنت عرين الحكم في دجى ليل مُظلم, ورب “هاش تاج” ارتعدت منه فرائص حكومات “هشة” ولك في الحكومات الخليجية خيرُ مثال..!

 تويتر مدينة بلا أسوار, ومنازل مفتوحة الأبواب, ونوافذ بلا ستائر.. مأدبة للكلمات تطهيها بنات الفكر, أرض إلكترونية تمتلكها وحدك, ووحدك من تغرس بذور الفكر في بيدائها, وتسقيها من غيث حروفك, لتنبت زهوراً تسلب الألباب وتسحر الأبصار يشم عطرها كل أنفٍ لا يشكو الحساسية من الورود, ويقطف ثمارها كل متذوق للكلمة, عليك أن لا  تزرع زهرة  “تباع” الشمس, فليس في رحاب تويتر من يستحق أن تجعله شمسك “وتتبعه” حيثما حل, وكلما زاد جمال البستان كلما زادت غزوات الديدان ومعشر الطفيليات عليه, فكن لها (بمبيد البلوك) واجتثها من تربتك بفأس الحظر وضع قول سارتر نصب عينيك (الآخرون هم الجحيم)..!

على ضفاف تويتر.. المعلومة تأتيك عارية فابحث لها عن ثياب مصدر تسترها, وفي أراضيه إياك أن تطلب من الذي “تتبعه” بتويتر أن” يتبعك” بالفكر, ولا تستهين بمن يملك أعداداً ضئيلة من المتابعين, فإن رحيق زهرة واحدة ينتج الكثير من العسل, واستمر يومياً بالتغريد والتدوين؛ فإن تويتر يمنحك رشاقة بالكتابة, وكأنه تطبيق للشعار الذي رفعه الشاعر فيكتور هيجو (سطر واحد كل يوم)..!

إن كان رصيد النـُعاس والنوم في عينك كمثل أرصدة حاكم عربي في بنوك سويسرا, فإن تويتر ينهب نومك ووقتك ويجعله كمثل رصيد المواطنين العرب!, فاحذر فإن تويتر يلتهم ساعات يومك ولا يشبع.

إن الثقوب التي تملأ جدران الوطن, ما كان لنا أن ننتبه لها ونراها, إلا حين أشرقت شمس المعلومات وتسللّت عبر الثقوب أشعتها, وتويتر جعل من المعلومة في متناول الجميع, بعد أن كانت الحكومات وأخص منها الخليجية وحدها من يختلي بالمعلومة وتفض عذرية الحقيقة وتزينها بما يوافق ذوقها, ناهيك عن المندس الأكبر “ويكيليكس” الذي تتعرى على شواطئ وثائقه كل ثياب الكذب من جسد الحقيقة.. دعونا نتشارك برفع “العقل” للتقنية الحديثة..!

صعلكة:

إنه عهد ناصر المحمد..

إما أن (تقبض) من حكومته!

أو (تقبض) عليك حكومته..! 

abo3asam@

أضف تعليق

أضغط هنا لإضافة تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.