الباب الخامس باب الفساد!
وضحة أحمد جاسم المضف
حتى لا نتوه بعد فضيحة ملايين القطط السمينة سأفتح خزانة الأسرار كلها ولا يعنيني من يغضب بعد أن أصبحت البطولات بأثر رجعي موضة محببة ومحط اهتمام الجميع محاولين أن يلعبوا بأفكارنا وإقناعنا أنهم هم الشعبيون، ظانين أننا سنتركهم بعد الاستعراض يتربعون على القمة ليعربدوا على ظهورنا ونحن نصفق بغباء، تعالوا نلقي نظرة على العرض النيابي الأخير في ساحة الإرادة، يا إلهي ما هذا الرداء الجميل، النواب ارتدوا الولاء والشرف والنزاهة ليراهم الجميع وأخذوا يسرحون ويمرحون في «الأنا» من دون حياء، وهم من قدم ثرواتنا ومقدراتنا بملء الكيس للحكومة والأخيرة قذفت بعض النقود المعدنية للقلة منا «كي تسمعوا رنة الفلس، شاهدوا كيف يتلوى قبل أن يسقط مغشيا عليه فيتسابق الجمع لامتلاكه» وبقية الشعب… أي شعب؟! حصل على فنجان قهوة سادة وهو ينتظر الدور لملء استمارة صندوق المعسرين لجدولة قرضه «تباً لكم انفقوا بسخاء علينا كلنا»، تضحكون على من يا نواب يا سادة وأنتم من صوت على الميزانية بملء الفم «موافق – ممتنع لذر الرماد بالعيون».
اليوم سأبرأ الباب الأول من الميزانية «المرتبات» الذي حاولت الحكومة والنواب مجتمعين برمي التهم على عتبته لإيهام الناس أن الباب الأول يلتهم ميزانية الدولة ويحلبها حلباً، ولجعل الأمور تبدو واضحة فالباب الأول خصص له 3 مليارات و580 مليون دينار بنسبة 22.2 في المئة من الميزانية، بينما الباب الخامس خصص له 7 مليارات و319 مليون دينار بنسبة 45.3 في المئة من الميزانية، تعالوا نلقي نظرة على الباب الخامس وهو «المصروفات المختلفة والمدفوعات التحويلية» ويتكون هذا الباب من 3 أقسام، القسم الأول: قسم المصروفات المختلفة وهي مصروفات إجمالية متفرقة تبعاً لظروف خاصة تمليها اعتبارات الصالح العام والسياسة العامة، أما القسم الثاني: قسم المدفوعات التحويلية الداخلية وهي مصروفات يتم دفعها من قبل الحكومة دون عائد أو مقابل من السلع والخدمات وهذا القسم باب خامس داخل الباب الخامس «سبيل للقبيضة» وهو يلتهم 85 في المئة من ميزانية هذا الباب من دون حسيب ولا رقيب وبصرخة مدوية أقول الأموال ذهبت مع الريح «بح»، آآآه يا لها من لصوصية صارخة! وأتحدى نواب ساحة الإرادة كلهم أن يخبرونا عن أوجه الصرف في هذا القسم تحديداً. القسم الثالث: وهو القسم الذي لا يستسيغه الشعب: قسم المدفوعات التحويلية الخارجية وهي «مدفوعات يتم دفعها للخارج كمنحة أو مساعدة أو إعانة للدول الصديقة والعزيزة والضد».
باسمي وباسم الشعب الكويتي أحمل المسؤولية كاملة للحكومة والنواب، وخاصة لجنة الميزانيات، وزر أي تجاوز لأي مسؤول تعلمون عنه ولم تخبروه عنه، أحملكم المسؤولية يا من سحقتم المواطنين الذين لا يملكون سوى روابتهم التي لم تعد تكفي لتسديد فواتير الحياة اليومية، أحملكم المسؤولية يا من تباكيتم على الباب الأول وسحقتم الطبقة الوسطى وعلقتم الرؤوس على أبواب العوز وأجبرتموهم على سد رمقهم ورمق أبنائهم على موائد بيت الزكاة واللجان الخيرية وأنتم تمارسون الموبقات والفحش السياسي ضد الدولة والشعب على مخدع المصلحة الخاصة. الباب الخامس هو من أرهق خزينة الدولة واستهلك الجزء الأكبر من الميزانية، هذا الباب الذي لا تريدون طرقه حتى تستفردوا فيه لتحلبوه حلباً أنتم والقبيضة، إليكم خبر آخر مقرف القفوه، إنهم يضربونا بشدة على رؤوسنا بأختام الدولة بعد أن وافق مجلس الأمة على طلب الحكومة بإقرار اعتمادات تكميلية بالميزانية بأبوابها كافة بحجة مواجهة الاحتياجات الطارئة، والاعتمادات التكميلية ما هي اعتمادات فساد لتغطية الفساد فبعض المصروفات التي تمت على الاعتماد التكميلي مهزلة بشهادة نواب الأمة، صفوة القول نحن لا نلقي التهم جزافا بل ننطلق من شواهد على أرض الواقع ستجلب علينا نتائج وخيمة تجر خلفها كوارث اقتصادية وهذا ما حذر منه سمو الأمير، فأصلحوا الباب الخامس تصلح كل الأبواب، فهل ينصت أحد لما قلنا؟ سؤال بريء… انسوا أنني سألت!
أضف تعليق