وَلَكِنَّ الفَتى العَرَبِيَّ فيها
غَريبُ الوَجهِ وَاليَدِ وَاللِسانِ
(المتنبي)
سيدتي” شاكيرا إيزابيل”.. في البداية دعيني أبارك لكِ منصبك كمستشارة للرئيس الأمريكي أوباما, أي إنك الآن في نفس مرتبة عبدالمحسن العبيكان, أقصد بنفس المسمى الوظيفي بطبيعة الحال, فهو أيضاً مستشار مثلك..!
أنا لا أعرفك شخصياً سوى من بضع مقاطع لك في “اليوتيوب” شاهدتها خلسة ذات ليلة، غفر الله لي, ولكني أراسلك باسم الملايين من المواطنين العرب الذين يتقاسمون رغيف المعاناة, وكما تعلمين أن السادة الرؤساء العرب لا يخافون شيئاً بقدر خوفهم من أن تكتب راقصة ما مذكراتها, وأيضاً؛ لأنك الآن من”آل البيت الأبيض” الذي يقصده فخامة الرؤساء العرب حجاجاً ومن استطاع إليه “ذليلاً”, فبعد أن خابت كل آمالنا في الرؤساء العرب.. نصرخ بك مستنجدين “واااشكيراااه”..!
من سوء حظك إنك في دولة مثل أمريكا, فلو كنت في أحد الأقطار العربية, لكان نصيبك يفوق منصب مستشارة للرئيس وحسب, فسوف تلقين في بلادنا كل الإجلال والاحترام من كبار المسؤولين والرؤساء , وتحظين بمكانة مرموقة عندهم, وتنكب عليكِ الهدايا منهم؛ لأنهم لا ينفقون الصدقات”الجارية” إنما يكفلون “الجارية”, وما يدريك، ربما تصدر فتوى بأن شاكيرا ولية أمر لا يجوز الخروج عليها، ولها السمع والطاعة, حتى وإن لم تكوني تحملي الجنسية, لا تخافي ففي وطني سوف تحصلين عليها نظير خدماتك الجليلة “بالردح” على المسرح, وشاهدي حال الكتاب الذين ترقص أقلامهم؛ لإرضاء أسيادهم, والنواب الذين تتراقص ضمائرهم على “بست” من يدفع لهم, فهم من المقربين المرفهين, ثم تابعي حال من يطالب بحقوقهم والحرية، هم من المغضوب عليهم؛ لأن الزعماء يكرهون الحرية؛ ذلك لأن الحرية لا “خصر” لها يتراقص!!
لو كان في أحد عواصم الدول العربية تمثال للحرية, كالمنصوب عندكم في نيويورك, لأمر الوالي بهدمه؛ لأن تمثال الحرية وثن وكفر، فهو شرك بالسيد الوالي وإبداله بتمثال للوالي.. يا “أم شاكر”، لقد ولى ذلك الزمن الذي ينام فيه الحاكم تحت الشجر, فلو نام أحدهم اليوم تحت شجرة لفرت بجذورها؛ خوفاً من اعتقال أوراقها ونهب ثمراتها.. هنا يعيش الإنسان ويحيا السلطان, نفتح أفواهنا عند الصباح لغسل أسناننا، وعند المساء للتثاؤب ومرة واحدة عند اللزوم فقط, وإن متنا ودفنت جثثنا تحت الأرض, تتحول رفاتنا مع مرور الزمن إلى نفط وبترول، فيقوم الرؤساء ببيعها لحساباتهم الشخصية, أو يقدمونها لكم قرباناً للطاعة والولاء.. أو يدفعون بها ثمناً لراقصة ترقص في قصور أحدهم، كما يقول”عبد الله القرني”.. فإن النفط وفق تعريفهم هو (مصــدر) خيرات الشعوب، ويحهم، إنهم يعبثون بنا أحياءً وأمواتاً.. نحن لسنا مثلكم، ليس لدينا رئيس سابق, نحن فقط لدينا رئيس سوابق!
سيدتي شاكيرا، “يا بعد زول رفعة”.. أوصي فخامة الرئيس أوباما بأن لا يخذلنا شعوب الخليج, نحن شعوب “الله لا يغير علينا”, الذين نحتفل سنوياً بيوم الاستقلال وباقي أيام السنة نعيشها في استغلال, ثم نتغزل بالأمن والأمان وكأنهما هبة وهبتنا إياها حكوماتنا, ولا تصدقي ما تصورنا عليه “هوليوود” بأننا مجموعة من البدائيين نعيش في الخيام ولانزال نمتطي البهائم، ولا نملك سوى آبار للنفط , يا حضرة المستشارة، نحن حالنا كحال تلك الشموع الذائبة في أحضان الشمعدان، لا تستحقري ذوبانها، فلقد كان لها تاريخ من النور، وماضي من الاشتعال يوماً ما, ولكننا ابتلينا بمن لو مر أوائلهم على بحيرة للنفط، فشربوا منها فيمر آخرهم، ويقول: “لقد كان هنا بحر للبترول!
في الختام أتمنى ألا أكون قد أطلت عليك, وأنا أعلم مقدار مشاغلك, قد كان هذا مجرد هذيان كائن حي من العالم الثالث، ليس هناك وجه للتشابه بينه وبينكم في العالم الأول سوى أنه “زميل” لكم في الحياة, فهو تلدغه عقارب الساعة، كلما زادت ساعاتها من مكوث حكوماته بالسلطة.. تمنياتي لكِ بالتوفيق وأخذ العبرة من”مونيكا”!
آآآه، نسيت أن أسألك هل صحيح أن زميلتك” باريس هيلتون” قد اعتنقت الإسلام مؤخراً.. وأصبحت أختاً لنا في الدين.. مثل أختنا رولا دشتي, وأختنا فجر السعيد, وأختنا بثينة شعبان قرينتك عند الرئيس بشار!
صعلكة:
دكتور جمعان الحربش..
ألا تعلم أن القافلة التي لا ينبح خلفها الكلاب.. هي قافلة لا تسير
وكلاب القوافل ليس لها “خطوط حمراء”..!!
محمد خالد
twitter:@abo3asam
أضف تعليق