كتاب سبر

حمار الشيخ وبردعة الشعوب!

أما قبل:
             أغَايَةُ الدّينِ أنْ تُحْفُوا شَوَارِبَكم
                                               يا أُمّةً ضَحكَتْ مِن جَهلِها الأُمَمُ
                                                                           (المتنبي)
 
أنت أنت.. نعم أنت يا من وهبك المولى عقلاً وضعه في أعلى جسدك تكريماً لهذا العقل، أريد أن أحدث عقلك فالعقل “مفتش جمركي” لكل من يدخل إلى دولة “الفكر” عبر أبواب “منافذ” الأذن والعين، ربما قالوا لك أولئك الذين يعتقدون أنهم يملكون مفاتيح خزانة النوايا، إن كاتب هذا المقال ليبرالي يعادي الدين ويسخر من شيوخه، وقد تناسوا حربه مع بني فكره “آل ليبرل” ومديحه ليشوخ فتوى الحق لا فتوى الرزق..!
 
إن قلت من أنت لتجادل عالماً أو شيخاً.. فأجيبك:”رجل بسيط لا أملك من العلم إلا القليل”، ربما كمثل ذلك المجهول الذي قال للفاروق (اتقِ الله يا عمر) أو تلك المرأة التي (أصابت وأخطأ عمر)، لا ينطبق علي قول ابن عساكر (لحوم العلماء مسمومة) ولكن بتأكيد لم يكتب في هويتي الشخصية “ذبح إسلامي.. حلال” لأن رب ابن عساكر قد حرم لحم كل مسلم (أَيُحِبُّ أَحَدُكُم أَن يَأكُلَ لَحمَ أَخِيهِ مَيتًا فَكَرِهتُمُوهُ) لا تمنعني من سؤال العالم ومناقشته، فإن كانت الملائكة قد سألت المولى (أَتَجْعَلُ فِيهَا) وهي الملائكة وهو الرب الأول القادر العليم، وما دام قبر النبي الكريم لم يدخل فيه إلا هو، فسوف أرفع قول مالك (كلٌ يؤخذ منه ويرد إلا صاحب هذا القبر)..!
 
سالم الطويل عالم الزمان وقاهر القرقيعان، في محاضرة له وصف المظاهرات بأنها فعل الكفار، وقال إن الثورات خراب للبلاد ومفسدة للعباد، بما فيها سورية واليمن، لما فيها من تشريد وقتل واختلاط، حتى وإن نتج منها منفعة فقد قارن الطويل هذه المنفعة بالمرأة التي تزني لدفع الصدقات أو يمن يفتح دور للدعارة لنفع السياحة والاقتصاد، حتى انتهى بأن الرئيس ناصر المحمد ولي أمر “المرتشين”.. عفوا المسلمين له السمع والطاعة.. أغلقت الحوار قبل أن أسمع “غير السوباح ما نبي”..!
 
يا سالم يا من تتلمذ عند “ابن عثيمين” ذلك الذي لا يخشى في الله لومة لائم..  بتوبيخك الشعوب؛ لأن ثورتهم تؤدي إلى قتلهم، أنت كمثل من ترك حمار الطغاة ومسك في بردعة الشعوب، أو كمن يحاكم شخصاً بتهمة إزعاج السلطات؛ لأن الأغلال في معصمه تصدر ضجيجاً، تذكرت عبارة “ضربني بوشو على أيدي”، أي حقوق تلك التي لا تنال دون أن يهرق الدم أو يشرد البشر، ألم تسمع بمن قتل في بطحاء مكة، ومن هاجر إلى الحبشة والمدينة المنورة، فالأمم التي لا تهرق الدم والعرق لحقوقها سوف تذرف الدمع في اغتصابها، وما هي القيمة أن تكون “بقيد” الحياة وأنت مكبل “بقيد” الطغاة، وأن قُتل الثوار فغداً يعيشون خالدين في صفحات التاريخ ويدفن الطغاة في طياته، ثم ألا تعلم بأن الشهيد يدفن جثمانة تحت الثرى وعند ربه حي يرزق، أم أجيبك كما أجاب النبي الكريم أباسفيان في جاهليته (لا سواء فقتلانا بالجنه وقتلاكم بالنار) لا تستهين بالثوار العزل، فهم عرايا الصدور مستورون الضمائر تستر عورتهم ثياب الدعاء، وانظر كيف يرعب أطفال مدينة درعة بشار الأسد (كم أسدٍ رُوِّع بالشبلِ) كما يقول الشاعر ابن مظفر، وإن لم يصيب السهم هدفه فيكفيه شرف الإفلات من قوس الخنوع..!
 
رحم الله سيد قطب حين قال (كيف لأصبع يشهَدُ بالشّهادتين أنْ يكتبَ حرفاً يُقرّ فيه حُكم طاغية) نعم يا سيد قطب أولئك الذين يرفعون هامة إصبع السبابة في التشهد بقول لا ويطرقونه كرؤوس النعام بوجه الظالم بنعم، الذين يكون الحاكم عندهم (روما) وتكون فتواهم (كل الطرق)، لطالما كانت شمس الطغاة مشرقة وحارقة هم لها كزهرة تباع الشمس، ولكن في الغد  تختفي تلك الشمس بكسوف الثورة، فلن تطيعهم الشعوب، فإن عقل أعزل وحيد يهزم جيوش من الفتاوى..!
 
صعلكة:

لو كان لإبليس دولة.. لطرد سفير بشار منها!!
twitter:@abo3asamm   [email protected]

أضف تعليق

أضغط هنا لإضافة تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.