في الجاهلية قامت كلبة ” أجلكم الله ” تسمى براقش بالنباح في وقت لم يكن عليها النباح به فقد كانت مختبئة مع جماعة بشرية هرباً من بطش آخرين، واستطاع المجرمون من خلال نباح براقش اصطياد المختبئين و قتلهم، ولأن العرب حكم في حكم أطلقوا حكمة هي “وعلى نفسها جنت براقش “.
و مع مرور القرون بعقودها و سنونها قرن يلي قرناً، وعقد يلي عقداً و سنة تلي سنة، تعود براقش من جديد إلى الحياة، لكن بميزة جديدة هي “العقل” ومن المفترض أن تكون براقش الجديدة أكثر قدرة على التفكير من براقش القديمة، لكن لأن براقش الجديدة لم تستخدم عقلها لم يشعر أحد بالفرق بين البراقشتين!!
براقش الجديدة نبحت و اعتلى نباحها مع الوقت حتى سقطت أوراق التوت عن عورات الحكومة، وما أكثر عوراتها التي تكشفت للجميع بدءاً من فساد إداري في غالبية الهيئات الحكومية إلى فساد مالي في غالبية الهيئات الاستثمارية إلى رشاوى مليونية إلى تحويلات خارجية من المال العام وصولاً في النهاية إلى ” انتهاك عرض الدستور “!!
الجديدة براقش سرقت فكرة السد المائي و أرادت تطبيقها مع البشر فأقامت سد عالي يمنع الشعب من الاقتراب من الحكومة نقداً أو أبداء رأي أو حتى ملاحظة، ومن يقوم بذلك فهو مجرم خائن غير سوي إلى آخر ذلك من التهم المعلبة لكن هل توقف الناس عن انتقاد الحكومة؟ الإجابة هي لا فما نراه من ارتفاع في أعداد المعتصمين في الإرادة وغيرها مؤشر طبيعي للغضب الشعبي من تردي خدمات الحكومة و نهجها الفاسد.
أستغرب أن الحكومة ما زالت تعتمد على براقش في مواجهة الغضب الشعبي و لم تأتي براقش بجديد، لايزال الطيار المترنح و خريج السجون والكاتب المخرف، وعميد صبابين القهوة، ودب الباندا المحلي و كاولي تميز بكثرة أصوله و كم نائب مريض أو مُستمرض بداء الرشاوى المليونية، ولم يأتوا بجديد، نفس الكلام و الخطاب و ذرف دموع التماسيح و الصراخ و توجيه التهم، وهذه أفضل خدمة قدمتها براقش للكتل النيابية و السياسية و الشبابية المعارضة لاستمرار الحكومة فهي تزيد رصيدنا الشعبي، و تقلل من رصيد الحكومة و رئيسها شعبياً و مالياً فكل دمعة بثمن و كل كذبة بثمن و كل سفرة بثمن !!
أرجو ألا تقوم الحكومة باتخاذ خطوة ذكية في إسكات براقش، بل عليها أن تستمر في دعمها و السكوت عنها خاصة خلال شهري نوفمبر و ديسمبر؛ فالمعارضة لديها جدول حافل، ولا نستطيع الدعاية لنشاطاتنا؛ فوسائل الإعلام قطعت البث عن فعالياتنا؛ لذا استمروا في الدعاية لنا حتى يصل صوتنا للجميع بوسائلكم التي أوجدتها الحكومة لضربنا !!
براقش الجديدة شكراً لك و أتمنى أن لا تتوقفي و خاصة بث الاشاعات و الولاءات للوطن.
أضف تعليق