…المتوضئون يمتنعون عن تكملة المقال فإن له لدسما، وللضأن كانت لنا أيام، وعن (التت) قالت الست: إنها قناة عري، وانقضى العيد وولى موسم اللحم، وكل عام وأنتم طيبون للضأن تشوون، وللكندوز تحملقون، وللبتلو راعون، ولقناة التت -لا مؤاخذة- معارضون، وجديد هذا العيد هو قناة التت، يعني (على واحدة ونص) أخبرني عنها صاحبٌ له في أحاديث الهوى أباطيل وأسمار، وطال بنا المجلس و انفض فانتبهنا فإذا الصبح حريق، مع نشر صحيفة يومية تحقيقا عن قناة التت، يهاجمها ويفتش عن أخبارها ويلعن أم (النايل سات) وأباه. ومن العنوان قلت لا بأس أمرٌ بفضيلة ونهي عن رذيلة ولا تزال الصحافة المصرية بخير، بينما المفاجآت وعجائب الأعاجيب العجيبة هي العناوين المنقولة كتصريحات من نار ودخان لوعاظ الغناء وأساتذة الطرب وشيخات الرقص، وحاخامات الطبلة، وراهبات الفن الشرقي الأصيل.
فيقول الموسيقار حلمي بكر وما درى بمصيبتي: “أوقفوها إنها تروج للرذيلة وإن جمهورها هم الشمامون، فقلت: ” يا أستاذ حلمي :حلمك علي و(أرخي الستارة اللي في ريحنا لحسن كليبات ألحانك تذبحنا). أما الموسيقار الطويل هاني مهنى فيقول:”إن المسألة بها شيء من البيزنس وإن الراقصات لعمري مختلفات؛ فالراقصة موجودة في الموالد، والراقصة موجودة في الفنادق الكبرى المحترمة. وإن لكل منهما وضعا خاصا، وهي قناة (هلس) وفيها تلوث سمعي وبصري “وآه يا سمعي و آه ثم آه آه يا بصري، ودفع الشيطان بأحد(كليبات) حرم الأستاذ هاني المصونة ودرته المغربية المكنونة، وذكرياتي المجنونة التي اشتعلت بها سنوات المراهقة. وقلت لعل لهاني منطقا فهناك فرق بين راقصة المولد وراقصة الفندق، ولكل وضع خاص وحركات خاصة، فالأولى يقول الحالمون: إنها ترقص بالمولد لتطعم معدتها وتسد حاجتها وترقص الحرة ولا تموت بهزتها، بينما الثانية تقدم استعراضا يزيد (شاليهاتها شاليها وفيللها فيلا ومرسيدساتها بي إما) وترقص الفنانة ولا تموت بحسرتها.
أما ثالثة الأثافي(جامدة ثالثة الأثافي ما رأيكم في اهتزاز القلم؟) فسيدة الرقص الشرقي بعد انتهاء زمان آنسات الفن، الست نجوى فؤاد فتقول: “لابد من الرقابة فليس مقبولا أن كل من هبَّ ودبَّ يظهر على الفضائيات، فهي تدخل كل بيت، فقلت:للست نوجة لما تمايلت بردفها وناءت بكلكلِ وتباعدت في ذاكرتي وتدانت: “وما الفرق يا سيدة أفلام الستينيات بين العري في بدلة رقص (دينا) والعري في بدلة رقص فنانة روسية، أليست البدلتان تدخلان كل بيت يسمح بذلك؟” أما رئيسة حي شارع الهرم الست لوسي فتؤكد رفضها عرض استعراضاتها في قناة التت، فقلت: يا لخسارة البلاد و سوء حظ العباد، فقد افتقدناك يا لوسي والزمن جبار وافتقدنا الرقص الهادف(بغير هدوم) وضاع علينا فن راق يرقي بالذوق العام حتى يلقيه من علِ.
أما بشار التوك توك وأبو نواس الميكروباص الشاعر عنتر هلال فيرى-في استعارة مكنية حيث شبه القناة بحي يختار الموت وحذف الحي وأتانا بصفة الغي) يرى عنترة أنها تكتب نهايتها بيديها؛ بسبب عشوائياتها؛ فهي تقدم نسخة واحدة من (التيمة اللحنية)- يا جماعة الكلام جامد وغامض فقائله شاعر- فقلت له لما تمطى بقوله ألا يا أيها العنترة، وهل نغم الرقص إلا ثنتين لا ثالث لهما إما (واحدة ونص)أو(شك شاك شك).
ألم أقل لكم: المتوضئون يمتنعون، فمن يهاجم قناة الرقص هم من ذابت مصر في الرقص والكليبات بكلماتهم أو ألحانهم أو أوساطهن، حتى كدت أخاف لو وجدنا قناة متخصصة لأغاني الراحلة فايزة أحمد، أن نجد أحد رعاة الفضيلة الفنانين يعلق على أغنية (غاب القمر يا بن عمي قوم وروحني) أن يسألها ولماذا بقيت يا فايزة خارج البيت حتى غياب القمر؟، وكل شهر وأنتم بخير فقد انتصف القمر.
أضف تعليق