تركة ثقيلة سيتحمل أعباؤها وزير الداخلية الشيخ أحمد الحمود، انطلت صورتها الذهنية والنمطية السلبية عند غالبية الكويتيين؛ نتيجة ما قام به سلفه من استخدام سيء لسلطاته إما لجهل منه أو لامتثال لأوامر غيره، عندما أقدم على سابقة خطيرة في تاريخ الكويت بإرسال طائرات الهيلوكبتر والقوات الخاصة ضد المواطنين العزل في الصباحية، وسحل الأكاديميين وضربهم وضرب أعضاء مجلس الأمة في الصليبخات، بالإضافة إلى رعاية بعض رموز الفساد والتستر عليهم، وكذلك الازدواجية في تطبيق القوانين، وزيادة على ذلك غض البصر عن بعض التصرفات التعسفية لقياديي الداخلية والتستر عليهم.
والأمر المحزن أنه عندما يتم كشف حقائقهم من قبل بعض وسائل الإعلام والاتصال الحديثة يتم تكذيبها بطرق بدائية واستغفال لعقول البشرية، فتلك الحقبة الزمنية السوداء لتاريخ الداخلية الكويتية ميراث لا يريده الوزير الجديد أو بالأحرى لا يليق لمعاليه للصورة الجميلة المرسومة لشخصيته عند محبيه؛ لأنه لن يرث إلا نار الفتنة التي لن يتقبلها الشعب؛ لأنها لن ينتج عنها إلا الرماد والدخان.
الطريق نحو تطبيق العدالة موحشة ياشيخ؛ نظرا لقلة سالكيها في عهد الوزير السابق، فالله يعينك على إعادة الونسة لمرتاديها والأمن والاستقرار إليها، فما عهدناه عنك هو الأمانة التي أبت السماوات والأرض والجبال أن يحملنها لعظمتها، فأنت ستواجة عدة جبهات فاسدة سواء داخل الوزارة أو من شلة الفساد السياسي والإعلامي، وكذلك للأسف من بعض أعضاء مجلس الأمة والأسرة الذين يرون أنك ستكون حجر عثرة أمام مشاريعهم الخاصة والفئوية.
ولو نظرنا إلى محاربة الفساد لوجدنا انها رغبة الأمير قبل الفقير، ودائما ماكرر وشدد حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح في أغلب خطاباته على قطع دابر شتى أنواع الفساد. فعندما اختارك صاحب السمو إنما اختارك لصلابتك وحزمك التي عرفناها عنك عند مخالفة القانون, وعفوك وليونة بأسك وحسن تعاملك وعدم تصادمك مع أبناء شعبك عند الاختلاف بالرأي وفي الاطار القانوني,ولعل مايبرهن ذلك هو كثرة التجمعات لمختلف مكونات المجتمع منذ تسلمك الوزارة دون سماع لاي احتكاك يذكر مع اجهزة الامن.فقدرتك على قيادة دفة الاحداث في هذه المرحلة الحرجة لوزراة الداخلية نتيجة لفقدانها الكثير من هيبتها انما هو دليل على رجاحة تفكيرك والامانة في اداء عملك واقدامك وشجاعتك على اتخاذ قراراتك دون تأثر لاي من الضغوطات التي طالما تعودنا عليها.فما نتوسمه بك هو قول الله تعالى: {إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِين}، فاضرب بيد من حديد لكل من يخرق القانون ولكل من تسول له نفسه بالنيل من هيبة وزارتك ووحدة هذا المجتمع,واستمر على نهجك ولا تقف على الحياد عندما تنتهك القوانين والقيم الاجتماعية تحت اية ذريعة او مسمى..
إن ما نريد أن نصل إليه هو أن وزارة الداخلية تحتاج إلى قائد، وليس مقودا وأنت ياشيخ تاريخك ناصع بالإقدام والشجاعة، وأغلب أهل الكويت تقف خلفك في هذه المرحلة لمساندتك على حفظ هيبة وزارتك واحترام الدستور والقانون، فإما أن تنصف تاريخك، وإما أن تترجل عن جوادك؛ لأن التاريخ يكتب ويحفظ وخاصة عند المخلصين، فنحن لانريد إلا أن تكون الفارس الشجاع الذي يدير دفة الصراع لا الأطراف المحيطة به.
وختام القول قد يتبادر لذهن البعض بأننا عندما كتبنا ما تقدم من أسطر بأننا نهدف إلى مصلحة شخصية أو منفعة من منافع الدنيا قد يفيدنا بها ذلك الرجل المحترم. فنحب أن نطمنهم بأن هذه الأرض الطيبة لم تجعل مجالا لأي شخص بأن يتفضل علينا فنحمد الله، ونشكره. وإن مادفعنا إلى ذلك هو حب الوطن، وإنصاف للحق والوقوف خلف هذا الرجل في مهمته الصعبة والتي قد تكون مستحيلة.
د.عبدالعزيز محمد العجمي
Twitter: @Dr_Abdulaziz71
أضف تعليق