الإعلامي عادل عيدان يتحرق شوقا وهو يراقب المشهد السياسي لبلاده عن بعد، انشغاله بتغطية الانتخابات المصريه وهو ما لا يمكنه حتما من الحضور إلى ساحة الإدارة غدا، حتى وإن لم يحضر عادل فإنه يتمنى أن يكون هناك شخص آخر حاضرًا في ساحة الإرادة؛ لأن الظرف والمرحلة والحقبة الزمنية التي نعيشها تستوجب حضوره.. وها هو يكتب معبراً عما يجيش في صدره تجاه ما ستشهده ساحة الإرادة غداً:
سأحضر مع عدنان
عادل عيدان
كم أتحرق شوقا للمشاركة في ساحة الإرادة يوم الإثنين ضمن جموع سخنت برودة الأجواء السياسية منذ اعتقال الشباب والاعتصام أمام قصر العدل طالبا للعدل، فكم هو محزن أن تكون بعيدا بنحو ألف وخمسمائه كيلو متر عن تلك الساحات، وتتابع ما يحدث عبر مواقع التواصل الإلكتروني، لكنها ضريبة الربيع العربي أن أبقي ملتزما عملي في تغطية الانتخابات المصرية، لكنني كنت قد قطعت وعداً بأن أكون هناك إذا ما حضر ذلك الشخص وإني سأكون برفقته وإن كلف الأمر ما كلف، فرؤيته هناك تعادل الكثير لدي؛ لحبي لشخصه ومواقفه.
لم يداخلني الشك للحظة في موقف الدكتور حسن جوهر ومشاركته في تظاهرة الإثنين واصطفافه مع إرادة الكثير من أبناء الشعب الكويتي، خاصة عقب التطور الدراماتيكي والتصعيد غير المبرر من قبل الحكومة مع الشباب المقتحمين للبرلمان. وهنا أنا لا أنفي أن يكونوا ارتكبوا خطأ، لكن الحكومة ارتكبت خطيئة في أسلوب معالجتها لهذه الأزمة تضاف إلى رصيدها الزاخر بالآثام.
الحكومة من حيث لا تدري وبتصرف متعجل دفعت الأمور إلى عنق الزجاجة، وهي من سرعت بقرب زوالها وحشد المعارضين، والمؤيدين في منطقة الأسود والأبيض، وأجبرت معظم القوى المدنية على الخروج من اللون الرمادي أو منطقة الحياد السياسي، فمنطق الاقتحام مرفوض لدى التيار المدني كونه خروجا عن القانون رغم المسببات الكثيرة من فضيحة الإيداعات المليونية أو الفساد المستشري في جسد الدولة والمجتمع، لكن احتجاز حرية المواطنين والتعسف في استخدام القانون وضآلة التهم الموجهة إليهم دفع بالقوي المدنية إلى الاصطفاف مع رغبات الساخطيين علي الأداء الحكومي كون من اعتقلوا منهم البدوي والحضري والسني والشيعي، تنوع فسيفسائي جميل لمعتقلين آخر كلماتهم وهم يتنفسون الحرية الدعوة لتظاهرة الإثنين.
ما يهمني هو الموقف من أبناء وطني لفئة طالما كانت ترفض الظلم بكل أصنافه، وترفع شعار المظلومية، وتصر ومازالت على أنها أحد خيوط النسيج الاجتماعي الأصيل لهذا المجمتع الكويتي المركب من أعراق ومذاهب دينية وسياسية، ولعلي أري من بين الحشود كما من المعتقلين الشيعة ربما هم قلة في التجمع والاعتقال، لكن رمزية وجودهم تعني الكثير لمن يخالفهم في المذهب والتفكير والطرح، فاصطفافهم اليوم لحظة الشدة ستدفع بالاخرين في لحظات الرخاء الي التفكير بوطنيتهم وان يكون التعامل معهم علي اساس المواطنه وليس المذهب والطائفه. وهذا تحول عجزت الحكومات الكويتيه ان تخلق له نظيرا، ربما نحن بحاجة له بعد مضي اثنين وعشرين عاما على الغزو؛ لنشهد لحمة وطنية أخري لم تكن لبنتها عرق أو دين أو مذهب أو منطقة.
يوم الإثنين ومع بداية التظاهر سأحاول تلمس وجوه الحاضرين وجها وجها، لكني سأفتقد رجلاً أحببت أن يصدح بصوت الحق معهم، طالما كان مصدرا لقهر الفساد وأمينا علي الميزانية الكويتية رقما رقما وحرفا حرفا، النائب السيد عدنان عبد الصمد، أعلم أن جرحك الغائر في نفسك من رفقاء الأمس الذين أقصوك من كتلتهم لموقف سياسي دون التأني في اتخاذ القرار، وعدم إدراك لعبة الحكومة ودورها الذي لا لبس فيه، حوكمت اجتماعيا وعقائديا قبل المحاكمة السياسية بتأبين مغنيه، جنحت إلى طريق غير طريق المعارضة تقديرا منك لأوضاع سياسية تمر بها الكويت، آثرت التهدئة علي النزول والاحتكام إلى الشارع، كما فعلتها سابقا قبل التأبين كنت صوت العقل في البرلمان وتاريخك يشهد، فالسياسة فن الممكن في الوقت والمكان المناسبين، ضيعت الفرص علي المحاولين النيل من الدستور غير مرة، لكن المواقف تختلف هذه الأيام.
(أعلم أنك تخاف من شق عصا الجماعة ووحدة الطائفة، لكنك بحضورك إلى ساحة الإرادة كما كنت حاضرا إبان قضية الدوائر الانتخابية “نبيها خمسة”، فأنت تحفظ لها ماء وجهها الذي أراقهم من زاملتهم في البرلمان، فمنهم من خالفك واصطف مع الحكومة، وخندق المعارضيين لرغبة الشعب من أبناء طائفتك بتعديل ظلم القانون الانتخابي وتقسيم الدوائر آنذاك فضربوك تحت الحزام قبلها وبعدها لكنك اثرت الوقوف شامخا مع ارادة ابناء الوطن كلهم.
الكلفة السياسية باهظة، هذه الساعات قد تدفعها إن لم تنتصر لمن يريد استرجاع الحق رغم وعورة طريقه، فالضغط السياسي وحرق “كروت اللعبة” بدأ ولن يستمر طويلا، وأفق الحل قريب وإن استعصت جوانب حله.
الحسبات السياسية كثيرة، وأنت خير الحاسبين لها فأي المواقف تتخير لنفسك؟
يا سيد، لن يشفع لك سياسيا أن الظروف أوجبت الاصطفاف في خندق المولاة للحكومة رغم تعاظم أخطائها، وإن اختلفت في رؤاك مع المعارضة في جوانب الحل والمعالجة، ولن يشفع لك أنك قلت إن الحكومة تستجوب الحكومة فذاك تاريخ مض، وقفت مع الحكومة في غير موضوع وخالفتها في غير مرة، ما الذي يجبرك اليوم علي الالتزام معها حتي النهاية؟
إن ما إخرج المعارضة وجموع الشباب اليوم هو رفضهم لحال التعسف في استخدام السلطة والفساد الذي طال بيت الشعب، ورفضهم لحال الخنوع لدى العديد من النواب الذين إما انساقوا وراء الدينار، أو المنصب، وما انت منهم، إن القوم لن يروا بعين البصيرة يا سيد إن أنت خالفتهم، وكما أخرجوا النائب حسن جوهر من الملة؛ لمواقفه فلن يقبلوا منك مخالفة رؤيتهم بعد أن كانوا خصوما لك قبل العام 2006، فأن حاد أحدكما عن الطريق قيد أنملة، كأنما سيرفع المعول؛ ليهدم الهيكل الجديد لساسة الطائفة المتكسبيين، تهمك الطائفة وتستشعر الغبن إن وقع عليها، لكن غبنها اليوم ليس كغبن الكويتيين الذين انتصروا لمستقبل أبنائهم وحافظا علي المكتسبات الديمقراطيه لأجيالهم.
سيد عدنان لا يستوحشنك طريق الحق لقلة سالكيه، ولك أسوة فيمن وقف بوجه الظلم وإن قل ناصروه، قالها كلمة بقيت على الدهر “هيهات منا الذلة “، وشباب الإرادة اليوم يرددونها هيهات منا الذلة فهل ستمتطي صهوة جوادك وتستل سيفك من غمده؛ لتنصر الأحرار وأنت منهم، اذهب إلى ساحة الإرادة، وانظر كيف ستستقبل استقبال الفاتحيين، ولن تتوقف هتافاتهم لك.
اذهب واحمل معهم لواء العزة، فهم عطشى لمواقف الرجال المناصرين لهم يوم عز النصير، إن حناجر من اتهموك بالطائفية وأنك من طالبت بتحريك شكوى الشباب المقتحمين للبرلمان إلي النيابة ستلتهب بالإشادة بموقفك قبل محبيك ومن هم في شوق إلى رفع عقالهم احتراما لعودتك.
يا سيد هل ستحضر لتصطحبني معك إلي ساحة الإرادة؟
عادل عيدان@adeleidan
أضف تعليق